تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٩
وسئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به:
(فاعلم أنه لا إله إلا الله) ف‍ (استغفر لذنبك) فأمر بالعمل بعد العلم، وقال:
(اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) (١) ثم قال: (سابقوا إلى مغفرة) (٢)، وقال: ﴿واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ (٣) ثم قال: ﴿فاحذروهم﴾ (4) (5).
(لولا نزلت سورة) أي: هلا نزلت سورة، كانوا يدعون الحرص على الجهاد ويقولون: هلا نزلت سورة في معنى الجهاد (فإذا أنزلت سورة محكمة) مبينة غير متشابهة، وأوجب عليهم فيها القتال وأمروا به (رأيت الذين في قلوبهم) شك (ينظرون إليك) أي: يشخصون نحوك بأبصارهم (نظر المغشى عليه من الموت) كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت جبنا وهلعا، (فأولى لهم) وعيد بمعنى: فويل لهم، وهو أفعل من الولي وهو القرب، ومعناه: وليهم وقاربهم ما يكرهون.
(طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم (21) فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم (22) أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصرهم (23) أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالهآ (24) إن الذين ارتدوا على أدبرهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطن سول لهم وأملى لهم (25) ذا لك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم (26) فكيف إذا توفتهم الملئكة يضربون وجوههم

(١ و ٢) الحديد: ٢٠ و ٢١.
(٣) الأنفال: ٢٨.
(٤) التغابن: ١٤.
(5) حكاه الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 324.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»