تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٧
إيجابا للتوصية بالوالدة خصوصا وتذكيرا بعظيم حقها مفردا.
وقرئ: (مثقال حبة) بالرفع (1) والنصب، فمن نصب كان الضمير للهنة من الإساءة أو الاحسان، أي: إن كانت مثلا في الصغر كحبة الخردل وكانت مع صغرها في أخفى موضع وأحرزه كجوف الصخرة (أو) حيث كانت (في السموات أو في الأرض يأت بها الله) يوم القيامة فيحاسب بها عاملها (إن الله لطيف) يصل علمه إلى كل خفي (خبير) عالم بكنهه. ومن رفع ف‍ (تك) تامة، وأنث (مثقال) لإضافته إلى (حبة) كما قيل:
كما شرقت صدر القناة من الدم (2) وهو من باب ما اكتسب فيه المضاف من المضاف إليه التأنيث.
الصادق (عليه السلام): " إياكم والمحقرات من الذنوب فإن لها من الله طالبا، لا يقولن أحدكم: أذنب وأستغفر الله، إن الله تعالى يقول: (إن تك مثقال حبة) الآية " (3).
(واصبر على ما أصابك) من الأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إن ذا لك) مما عزمه الله من الأمور، أي: قطعه قطع إيجاب وإلزام.
ومنه الحديث: " إن الله يحب أن يؤخذ برخصته كما يحب أن يؤخذ بعزائمه " (4).
وقيل: من الأمور التي يجب الثبات عليها (5). وأصله من معزومات الأمور ومقطوعاتها، أو: من عازمات الأمور، من قوله: فإذا عزم الأمر، كقولك: جد الأمر

(1) قرأه نافع. راجع التذكرة في القراءات لابن غلبون: ج 2 ص 544.
(2) والبيت للأعشى، وصدره:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته انظر ديوان الأعشى: ص 186 تحقيق كامل سليمان.
(3) رواه العياشي في تفسيره عن ابن مسكان كما في كنز الدقائق: ج 8 ص 32.
(4) أخرجه الهيثمي في المجمع: ج 3 ص 163.
(5) حكاه الماوردي في تفسيره: ج 4 ص 338.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»