تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
والخائنة: مصدر بمعنى الخيانة، كالعافية بمعنى المعافاة، أو: صفة للنظرة، والمراد: استراق النظر إلى ما لا يحل، وقوله: (يعلم خآئنة الأعين) خبر من أخبار (هو) في قوله: (هو الذي يريكم) مثل: (يلقى الروح) ولكن قد علل سبحانه (يلقى الروح) بقوله: (لينذر يوم التلاق) ثم استطرد ذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله: (ولا شفيع يطاع) فبعد لذلك عن أخواته.
(والله يقضى بالحق) لاستغنائه عن الظلم (والذين يدعون) قرئ بالتاء (1) والياء يعني آلهتهم (لا يقضون بشىء) وهذا تهكم بهم، لأن ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضي أو لا يقضي.
(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وءاثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق (21) ذا لك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينت فكفروا فأخذهم الله إنه قوى شديد العقاب (22) ولقد أرسلنا موسى بايتنا وسلطن مبين (23) إلى فرعون وهمن وقرون فقالوا سحر كذاب (24) فلما جآءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبنآء الذين ءامنوا معه واستحيوا نسآءهم وما كيد الكفرين إلا في ضلل (25) وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (26) وقال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب (27)) (هم) في (كانوا هم) فصل، والفصل لا يقع إلا بين معرفتين، فالوجه هنا أن (أشد منهم) ضارع المعرفة في أنه لا يدخله الألف واللام فأجري مجراه،

(1) قرأه نافع وابن عامر. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص 568.
(٢٤٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»