تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٥
وقيل: إن الفرح للرسل (١) والمعنى: أن الرسل لما رأوا استهزاءهم بالحق وجهلهم فرحوا بما أوتوا من العلم وشكروا الله عليه (وحاق) بالكافرين جزاء جهلهم واستهزائهم، وقيل: إن المراد علمهم بأمور الدنيا (٢) كما قالوا: ﴿يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا﴾ (3) فلما جاءهم الرسل بعلوم الديانات لم يلتفتوا إليها، إذ كانت باعثة على رفض الشهوات وترك الدنيا، واعتقدوا أن لا علم أنفع من علمهم ففرحوا به. (فلم يك ينفعهم إيمنهم) أي: لم يصح أن ينفعهم إيمانهم (لما رأوا) بأس الله (سنت الله) بمنزلة " وعد الله " ونحو ذلك من المصادر المؤكدة، و (هنالك) مكان مستعار للزمان، أي: وخسروا وقت رؤية البأس، وكذلك قوله:
(وخسر هنالك المبطلون) بعد قوله: (فإذا جآء أمر الله قضى بالحق) أي:
خسروا وقت مجيء أمر الله، أو: وقت القضاء بالحق.
* * *

(١) حكاه ابن عيسى. راجع تفسير الماوردي: ج ٥ ص ١٦٥.
(٢) قاله السدي. راجع تفسير الطبري: ج ١١ ص ٨٢.
(٣) الروم: ٧.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 257 258 259 260 261 ... » »»