تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
(بل الذين كفروا) من أهل مكة (في عزة) أي: في تكبر عن قبول الحق (وشقاق) وخلاف وعداوة شديدة.
(كم أهلكنا) وعيد لذوي العزة والشقاق (فنادوا) فدعوا واستغاثوا عند وقوع الهلاك بهم (ولات) هي لاء المشبهة ب‍ " ليس "، زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على " رب " و " ثم " للتأكيد، وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان، ولم يبرز إلا اسمها أو خبرها وامتنع بروزهما جميعا، فتقديره:
ولات الحين (حين مناص) أي: وليس الحين حين مناص، ولو رفع لكان تقديره: ولات حين مناص حاصلا لهم، والمناص: الملجأ. (وقال الكفرون) ولم يقل: وقالوا، إظهارا للغضب عليهم، ودلالة على أن هذا القول لا يجسر عليه إلا الكافر المتمادي للكفر. (أجعل الآلهة إلها وحدا) ومعنى الجعل: التصير في القول على سبيل الدعوى، كأنهم قالوا: أجعل الجماعة واحدا في قوله وزعمه: (إن هذا لشىء) بليغ في العجب.
و (الملا): أشراف قريش، يريد: وانطلقوا عن مجلس أبي طالب لما أتوه وهم خمسة وعشرون رجلا فيهم الوليد بن المغيرة وهو أكبرهم، وأبو جهل، وأبي ابن خلف، وأخوه أمية وعتبة وشيبة، والنضر بن الحارث، فقالوا: أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فإنه سفه أحلامنا وشتم آلهتنا، فقال أبو طالب: يا بن أخي، هؤلاء قومك يسألونك فيقولون: دعنا وآلهتنا ندعك وإلهك، فقال (عليه السلام): أتعطونني كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم؟ فقال أبو جهل: لله أبوك نعطيك ذلك وعشر أمثالها، فقال: قولوا: لا إله إلا الله، فقاموا قائلين بعضهم لبعض: (امشوا واصبروا) فلا حيلة لكم في أمر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»