تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٦٨
وقومه ى ماذا تعبدون (85) أبفكا ءالهة دون الله تريدون (86) فما ظنكم برب العلمين (87) فنظر نظرة في النجوم (88) فقال إنى سقيم (89) فتولوا عنه مدبرين (90) فراغ إلى ءالهتهم فقال ألا تأكلون (91) مالكم لا تنطقون (92) فراغ عليهم ضربا باليمين (93) فأقبلوا إليه يزفون (94) قال أتعبدون ما تنحتون (95) والله خلقكم وما تعملون (96)) أي: (فلنعم المجيبون) نحن، واللام جواب قسم محذوف (هم الباقين) هم الذين بقوا وقد فني غيرهم، وهم الذين بقوا متناسلين إلى يوم القيامة، فالناس كلهم من ولد نوح، فالعرب والعجم من أولاد سام بن نوح، والسودان من أولاد حام بن نوح، والترك والخزر ويأجوج من أولاد يافث بن نوح. (وتركنا عليه في الأخرين) من الأمم هذه الكلمة وهي (سلم على نوح في العلمين) أي:
يسلمون عليه تسليما إلى يوم القيامة، وهو من الكلام المحكي. ومعنى قوله: (في العلمين): الدعاء بثبوت هذه التحية فيهم جميعا. وعلل مجازاة نوح بتلك الكرامة من تبقية الذكر، وتسليم العالمين إلى آخر الدهر بأنه كان محسنا، ثم علل كونه محسنا بأنه كان عبدا من عباده (المؤمنين)، ليريك جلالة محل الإيمان.
(من شيعته) أي: ممن شايعه على أصول الدين، أو: شايعه على التصلب في دين الله ومصابرة المكذبين، وتعلق (إذ) بما في الشيعة بمعنى المشايعة، أي: وإن ممن شايعه على دينه وتقواه حين (جآء ربه بقلب سليم) لإبراهيم، أو: بمحذوف هو " اذكر "، ومعناه: حين أخلص الله قلبه من كل ما سواه، فلم يتعلق بشيء غيره، فضرب المجيء مثلا لذلك.
" إفكا " مفعول له، والتقدير: أتريدون آلهة من دون الله إفكا؟ وإنما قدمه للعناية، وقدم المفعول له على المفعول به لأنه كان الأهم عنده أن يواجههم بأنهم
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»