تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
كفركم ونسبتكم رسول الله إلى الشعر والجنون، (وما تجزون إلا) بما عملتم جزاء سيئا بعمل سيئ (إلا عباد الله) لكن عباد الله على الاستثناء المنقطع.
(أولئك لهم رزق معلوم (41) فواكه وهم مكرمون (42) في جنت النعيم (43) على سرر متقبلين (44) يطاف عليهم بكأس من معين (45) بيضآء لذة للشربين (46) لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون (47) وعندهم قصرات الطرف عين (48) كأنهن بيض مكنون (49) فأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون (50) قال قآبل منهم إنى كان لي قرين (51) يقول أءنك لمن المصدقين (52) أءذا متنا وكنا ترابا وعظما أءنا لمدينون (53) قال هل أنتم مطلعون (54) فاطلع فرءاه في سوآء الجحيم (55) قال تالله إن كدت لتردين (56) ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين (57) أفما نحن بميتين (58) إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين (59) إن هذا لهو الفوز ا لعظيم (60) لمثل هذا فليعمل العملون (61)) حكم لهم سبحانه بالرزق المعلوم المقدر، ثم فسر ذلك الرزق بالفواكه، وهي كل ما يتلذذ به ولا يتقوت به لحفظ الصحة، والمعنى: أن رزقهم كله فواكه، لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات، إذ أجسامهم محكمة مخلوقة للأبد، فلا يأكلون ما يأكلون إلا للتلذذ، وقيل: معلوم الوقت (1)، كقوله: (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) (2)، (وهم مكرمون) هو ما قاله الشيوخ في حد الثواب أنه النفع المستحق المقارن للتعظيم والإجلال. (متقبلين) يستمتع بعضهم بالنظر إلى وجوه بعض، وهو أتم للأنس والسرور. (بكأس) هو الإناء بما فيه من الشراب،

(1) حكاه البغوي في تفسيره: ج 4 ص 27. (2) مريم: 62.
(١٦٣)
مفاتيح البحث: الرزق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»