تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٦١
تكذبون) يقولون ذلك بعضهم لبعض، وقيل: هو كلام الملائكة جوابا لهم (1).
(احشروا) خطاب الله للملائكة، أو: خطاب بعض الملائكة لبعض (وأزوجهم) أي: ضرباءهم وأشباههم من العصاة، أهل الزنا مع أهل الزنا، وأهل الخمر مع أهل الخمر، وقيل: وأزواجهم الكافرات (2)، وقيل: وقرناءهم من الشياطين (3). (فاهدوهم) فعرفوهم طريق النار حتى يسلكوها.
(وقفوهم) واحبسوهم عن دخول النار (إنهم مسئولون) عما دعوا إليه من البدع، وقيل: عن أعمالهم وخطيئاتهم (4)، وعن أبي سعيد الخدري وسعيد بن جبير: عن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) (5). يقال: وقفت أنا، ووقفت غيري.
(ما لكم لا تناصرون) هذا تهكم بهم وتوبيخ لهم بالعجز عن التناصر بعد ما كانوا على خلاف ذلك في الدنيا متناصرين. (بل هم اليوم مستسلمون) قد أسلم بعضهم بعضا وخذله.
(وأقبل بعضهم على بعض يتسآءلون (27) قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين (28) قالوا بل لم تكونوا مؤمنين (29) وما كان لنا عليكم من سلطن بل كنتم قوما طغين (30) فحق علينا قول ربنآ إنا لذآبقون (31) فأغوينكم إنا كنا غوين (32) فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون (33) إنا كذا لك نفعل بالمجرمين (34) إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون (35) ويقولون أبنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون (36) بل جآء

(١) قاله علي بن سليمان كما في تفسير القرطبي: ج ١٥ ص ٧٠.
(٢) وهو قول عمر بن الخطاب. راجع تفسير الماوردي: ج ٥ ص ٤٣.
(٣) قاله الضحاك ومقاتل. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ٢٥.
(٤) قاله القرظي والكلبي وهو المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). راجع تفسير الطبري: ج ١٠ ص ٤٨٠، وتفسير القرطبي: ج ١٥ ص ٧٤.
(5) تفسير الماوردي: ج 5 ص 44.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»