تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٥٦
بسم الله الرحمن الرحيم (والصفت صفا (1) فالزاجرات زجرا (2) فالتليت ذكرا (3) إن إلهكم لوا حد (4) رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشرق (5) إنا زينا السمآء الدنيا بزينة الكواكب (6) وحفظا من كل شيطن مارد (7) لا يسمعون إلى الملا الاعلى ويقذفون من كل جانب (8) دحورا ولهم عذاب واصب (9) إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (10)).
قرئ بإدغام التاء في الصاد، وفي الزاي (1)، وفي الذال (2) (3) والأكثر الإظهار. أقسم الله سبحانه بالملائكة تصف صفوفا في السماء، أو تصف أقدامها في الصلاة كما يصف المؤمنون، أو أجنحتها في الهواء منتظرة لأمر الله، وبالملائكة التي تزجر الخلق عن المعاصي زجرا أو تزجر السحاب وتسوقها. وقيل: هي آيات القرآن الزاجرة عن القبائح (4). و التاليات: الملائكة تتلو كتاب الله الذي كتبه لها وفيه ذكر الحوادث، فتزداد يقينا بوجود المخبر على وفق الخبر، وقيل: هي نفوس العلماء العمال (5).
(الصفت) أقدامها في التهجد وسائر الصلوات وصفوف الجماعات (فالزجرت) المواعظ والنصائح (فالتليت) آيات الله الدارسات شرائعه، وقيل: هي نفوس الغزاة في سبيل الله التي تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد

(١) أي التاء من (فالزاجرات) في الزاي من (زجرا).
(٢) أي التاء من (فالتليت) في الذال من (ذكرا).
(٣) وهي قراءة حمزة وأبي عمرو. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٥٤٦.
(٤) قاله قتادة. راجع تفسير البغوي: ج ٤ ص ٢٢.
(5) قاله الزمخشري في الكشاف: ج 4 ص 33.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»