تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ١٤٩
كما روي أنه كان يتمثل بهذا البيت:
كفى الإسلام والشيب للمرء ناهيا فقال أبو بكر: إنما قال الشاعر: " كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا " أشهد أنك رسول الله (١).
وأما قوله (عليه السلام):
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب (٢) وما روي من نحوه فإن ذلك كلام من جنس كلامه الذي كان يرمى به على السليقة من غير صفة فيه، إلا أنه اتفق أن جاء موزونا من غير قصد منه كما يتفق في كثير من إنشاءات الناس في خطبهم ومحاوراتهم أشياء موزونة ولا يسميها أحد شعرا، ولا يخطر ببال المتكلم ولا السامع أنه شعر، على أن الخليل لم يكن يعد المشطور من الرجز شعرا (٣).
ولما نفى سبحانه أن يكون القرآن شعرا قال: (إن هو إلا ذكر) أي: ما هو إلا ذكر من الله يوعظ به الإنس والجن كما قال: ﴿إن هو إلا ذكر للعلمين﴾ (4) وما هو إلا قرآن يقرأ في المحاريب، وينال بقراءته والعمل بما فيه فوز الدارين.
(لينذر) القرآن أو الرسول (من كان حيا) أي: عاقلا متأملا؛ لأن غير العاقل كالميت، أو من المعلوم من حاله أن يؤمن فيحيا بالإيمان (ويحق القول) أي:
ويجب الوعيد (على الكفرين) بكفرهم.

(١) أخرجه السيوطي في الدر المنثور: ج ٧ ص ٧١ وعزاه إلى ابن سعد وابن أبي حاتم والمرزباني في معجم الشعراء عن الحسن بن علي (عليهما السلام).
(٢) رواه ابن سعد في طبقاته: ج ١ ص ٢٥ و ج ٤ ص ٥١ باسناده عن البراء بن عازب أنه سمعه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول هذا البيت يوم حنين.
(٣) أنظر كتاب العين: مادة " رجز ".
(٤) يوسف: ١٠٤.
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 155 ... » »»