تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٨٤
* (فبما نقضهم ميثاقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين (13) ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيمة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون) * (14) سورة المائدة / 14 - 16 * (لعنهم) * أي: أبعدناهم من رحمتنا وطردناهم * (وجعلنا قلوبهم قسية) * خذلناهم ومنعناهم الألطاف حتى قست قلوبهم، والقسوة: خلاف اللين والرقة، وقرئ: " قسية " (1)، أي: ردية مغشوشة * (يحرفون الكلم عن مواضعه) * بيان لقسوة قلوبهم فإن تغيير كلام الله والكذب عليه من القسوة * (ونسوا حظا) * وتركوا نصيبا وافيا * (مما ذكروا به) * في التوراة، يعني: أن إعراضهم عن التوراة إغفال حظ عظيم، أو يكون المعنى: فسدت (2) قلوبهم فحرفوا التوراة وذهبت أشياء منها (3) عن حفظهم، وعن ابن مسعود: قد ينسى المرء بعض العلم بالمعصية وتلا هذه الآية (4) * (ولا تزال تطلع على خائنة منهم) * أي: خيانة منهم أو على نفس أو فرقة خائنة منهم * (إلا قليلا منهم) * وهم الذين آمنوا منهم، وقيل: إلا قليلا داموا على عهدهم (5) * (فاعف عنهم واصفح) * ما داموا على عهدك ولم يخونوك * (ومن الذين قالوا إنا نصارى) * سموا أنفسهم بذلك ادعاء لنصرة الله، وهم الذين قالوا

(١) قرأه حمزة والكسائي. راجع التبيان: ج ٣ ص ٤٦٨، وتفسير السمرقندي: ج ١ ص ٤٢٢.
(2) في نسخة: قست.
(3) في بعض النسخ: فيها.
(4) حكاه عنه الزمخشري في كشافه: ج 1 ص 615.
(5) قاله الطبري في تفسيره: ج 4 ص 497، والبغوي أيضا: ج 2 ص 21.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»