تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٨٦
ويرشدهم إلى طريق الحق أو طريق الجنة.
* (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير (17) وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير) * (18) سورة المائدة / 19 كفرهم الله تعالى بهذا القول، قيل: كان في النصارى قوم يبتون القول ب‍ * (إن الله هو المسيح) * (1)، وقيل: كان مذهبهم يؤدي إلى ذلك وإن لم يصرحوا به من حيث اعتقدوا أنه يخلق ويحيي ويميت ويدبر أمر العالم (2) * (فمن يملك من الله شيئا) * أي: فمن يمنع من قدرته ومشيته شيئا * (إن أراد أن يهلك) * من دعوه إلها من المسيح وأمه، وعطف * (من في الأرض) * على * (المسيح... وأمه) * ليدل على أنهما من جنسهم لا تفاوت في البشرية بينهما وبينهم * (يخلق ما يشاء) * من ذكر وأنثى، وما يشاء من أنثى غير ذكر كما خلق عيسى، وما يشاء من غير ذكر وأنثى كما خلق آدم * (نحن أبناء الله) * أي: أشياع ابني الله عزير والمسيح كما يقول أقرباء الملك: نحن الملوك * (فلم يعذبكم بذنوبكم) * أي: فإن صح أنكم أبناء الله وأحباؤه فلم تذنبون وتعذبون بذنوبكم فتمسخون؟! ولو كنتم أبناء الله لكنتم من جنس الأب لا تعصون الله، ولو كنتم أحباءه لما عاقبكم * (بل أنتم بشر) * من جملة ما * (خلق) * من البشر.

(1) حكاه البغوي في تفسيره: ج 2 ص 22 وقال: وهم اليعقوبية من النصارى.
(2) حكى هذا القول الزمخشري في كشافه: ج 1 ص 617.
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»