تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ١ - الصفحة ٤٨٢
تشديدا، ثم استأنف فذكر لهم وجه الأمر بالعدل بقوله: * (هو أقرب للتقوى) * أي:
أقرب إلى التقوى لكونه لطفا فيها، وإذا كان العدل إلى الكفار بهذه الصفة من القوة فكيف يكون مع المؤمنين؟! * (لهم مغفرة وأجر عظيم) * بيان للوعد بعد تمام الكلام قبله، كأنه قدم لهم وعدا فقيل: أي شئ هو؟ فقال: * (لهم مغفرة) * وأجرى * (وعد) * مجرى " قال " لأنه ضرب من القول.
* (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * (11) روي: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى بني النضير مع جماعة من أصحابه يستقرضهم (1) دية رجلين أصابهما رجل من أصحابه وهما في أمان منه فلزمه ديتهما أو يستعينهم على ذلك، فقالوا: نعم اجلس حتى نطعمك ونعطيك ما تسأل وهموا بالفتك به، فأخبره جبرئيل فخرج، فكان إحدى معجزاته (عليه السلام) (2)، يقال:
بسط إليه كفه إذا بطش به، ومعنى بسط اليد: مدها إلى المبطوش به، والكف: المنع.
سورة المائدة / 12 * (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيأتكم ولأدخلنكم جنت تجرى من تحتها الأنهر فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل) * (12)

(١) في بعض النسخ: يستقرض.
(٢) رواه الطبري في تفسيره: ج ٤ ص ٤٨٥، وأخرجه السيوطي بسنده في الدر المنثور: ج ٣ ص ٣٦.
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»