لأنهم في إسدائه المعروف إليهم بإحيائه أخاهم المؤمن بمنزلة من أحيا كل واحد منهم * (بعد ذلك) * أي: بعد ما كتبنا عليهم * (في الأرض لمسرفون) * في القتل (1) لا يبالون به.
* (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33) إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم) * (34) لفظة * (إنما) * تفيد أن المعنى: ما جزاؤهم إلا هذا * (يحاربون الله) * أي: أولياء الله كقوله: * (إن الذين يؤذون الله) * (2)، * (ورسوله) * أي: ويحاربون رسوله، ومحاربة المسلمين في حكم محاربته * (ويسعون في الأرض فسادا) * أي:
مفسدين، أو لأن سعيهم في الأرض لما كان على طريق الفساد نزل منزلة أن يقال:
ويفسدون في الأرض فسادا، ويجوز أن يكون مفعولا له أي: للفساد.
وروي عن أئمتنا (عليهم السلام): أن المحارب كل من شهر السلاح وأخاف الطريق، وجزاؤه على قدر استحقاقه: فإن جمع بين القتل وأخذ المال فجزاؤه أن يقتل ويصلب، وإن أفرد القتل فجزاؤه أن يقتل، وإن أفرد أخذ المال فجزاؤه أن تقطع يده لأخذ (3) المال ورجله لإخافة السبيل، ومن أفرد الإخافة نفي من الأرض (4).
وقوله: * (من خلف) * معناه اليد اليمنى والرجل اليسرى، والنفي هو أن ينفى من بلد إلى بلد إلى أن يتوب ويرجع * (ذلك) * إشارة إلى ما ذكرناه * (لهم خزى في