____________________
سورة العلق مكية. وهي تسع عشرة آية (بسم الله الرحمن الرحيم) عن ابن عباس ومجاهد: هي أول سورة نزلت، وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم.
محل (باسم ربك) النصب على الحال: أي اقرأ مفتتحا باسم ربك قل بسم الله ثم اقرأ. فإن قلت: كيف قال (خلق) فلم يذكر له مفعولا ثم قال (خلق الإنسان)؟ قلت: هو على وجهين: إما أن لا يقدر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه، وإما أن يقدر ويراد خلق كل شئ فيتناول كل مخلوق لأنه مطلق فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض، وقوله - خلق الإنسان - تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق لأن التنزيل إليه وهو أشرف ما على الأرض. ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان كما قال - الرحمن علم القرآن خلق الإنسان - فقيل الذي خلق مبهما ثم فسره بقوله خلق الإنسان تفخيما لخلق الإنسان ودلالة على عجيب فطرته.
فإن قلت: لم قال (من علق) على الجمع وإنما خلق من علقة كقوله - من نطفة ثم من علقة -؟ قلت: لأن الإنسان في معنى الجمع كقوله - إن الإنسان لفي خسر - (الأكرم) الذي له الكمال في زيادة كرمه على كل كرم ينعم على عباده النعم التي لا تحصى، ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم لنعمه وركوبهم المناهي واطراحهم الأوامر ويقبل توبتهم ويتجاوز عنهم بعد اقتراف العظائم، فما لكرمه غاية ولا أمد، وكأنه ليس وراء التكرم بإفادة الفوائد العلمية تكرم حيث قال الأكرم (الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة
محل (باسم ربك) النصب على الحال: أي اقرأ مفتتحا باسم ربك قل بسم الله ثم اقرأ. فإن قلت: كيف قال (خلق) فلم يذكر له مفعولا ثم قال (خلق الإنسان)؟ قلت: هو على وجهين: إما أن لا يقدر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه، وإما أن يقدر ويراد خلق كل شئ فيتناول كل مخلوق لأنه مطلق فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض، وقوله - خلق الإنسان - تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق لأن التنزيل إليه وهو أشرف ما على الأرض. ويجوز أن يراد الذي خلق الإنسان كما قال - الرحمن علم القرآن خلق الإنسان - فقيل الذي خلق مبهما ثم فسره بقوله خلق الإنسان تفخيما لخلق الإنسان ودلالة على عجيب فطرته.
فإن قلت: لم قال (من علق) على الجمع وإنما خلق من علقة كقوله - من نطفة ثم من علقة -؟ قلت: لأن الإنسان في معنى الجمع كقوله - إن الإنسان لفي خسر - (الأكرم) الذي له الكمال في زيادة كرمه على كل كرم ينعم على عباده النعم التي لا تحصى، ويحلم عنهم فلا يعاجلهم بالعقوبة مع كفرهم وجحودهم لنعمه وركوبهم المناهي واطراحهم الأوامر ويقبل توبتهم ويتجاوز عنهم بعد اقتراف العظائم، فما لكرمه غاية ولا أمد، وكأنه ليس وراء التكرم بإفادة الفوائد العلمية تكرم حيث قال الأكرم (الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) فدل على كمال كرمه بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة لما فيه من المنافع العظيمة التي لا يحيط بها إلا هو، وما دونت العلوم ولا قيدت الحكم ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم ولا كتب الله المنزلة