يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم. وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب
____________________
(يغفر لكم) وتدل عليه قراءة ابن مسعود: آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا. فإن قلت: لم جئ به على لفظ الخبر؟
قلت: للإيذان بوجوب الامتثال وكأنه امتثل فهو يخبر عن إيمان وجهاد موجودين، ونظيره قوله الداعي غفر الله لك ويغفر الله لك، جعلت المغفرة لقوة الرجاء كأنها كانت ووجدت. فإن قالت: هل لقول الفراء أنه جواب هل أدلكم وجه؟ قلت: وجهه أن متعلق الدلالة هو التجارة، والتجارة مفسرة بالإيمان والجهاد، فكأنه قيل:
هل تتجرون بالإيمان والجهاد يغفر لكم. فإن قلت: فما وجه قراءة زيد بن علي رضي الله عنهما. تؤمنوا وتجاهدوا؟
قلت: وجهها أن تكون على إضمار لام الأمر كقوله:
محمد تفد نفسك كل نفس * إذا ما خفت من أمر تبالا وعن ابن عباس أنهم قالوا: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه: فنزلت هذه الآية فمكثوا ما شاء الله يقولون: ليتنا نعلم ما هي، فدلهم الله عليها بقوله - تؤمنون - وهذا دليل على أن تؤمنون كلام مستأنف، وعلى أن الأمر الوارد على النفوس بعد تشوف وتطلع منها إليه أوقع فيها وأقرب من قبولها له مما فوجئت به (ذلكم) يعنى ما ذكر من الإيمان والجهاد (خير لكم) من أموالكم وأنفسكم. فإن قلت: ما معنى قوله (إن كنتم تعلمون)؟
قلت: معناه إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيرا لكم حينئذ، لأنكم إذا علمتم ذلك واعتقدتموه أحببتم الإيمان والجهاد فوق ما تحبون أنفسكم وأموالكم فتخلصون وتفلحون (وأخرى تحبونها) ولكم إلى هذه النعمة المذكورة من المغفرة والثواب في الآجلة نعمة أخرى عاجلة محبوبة إليكم، ثم فسرها بقوله (نصر من الله وفتح قريب) أي عاجل وهو فتح مكة. وقال الحسن: فتح فارس والروم، وفى تحبونها شئ من التوبيخ على محبة العاجل. فإن
قلت: للإيذان بوجوب الامتثال وكأنه امتثل فهو يخبر عن إيمان وجهاد موجودين، ونظيره قوله الداعي غفر الله لك ويغفر الله لك، جعلت المغفرة لقوة الرجاء كأنها كانت ووجدت. فإن قالت: هل لقول الفراء أنه جواب هل أدلكم وجه؟ قلت: وجهه أن متعلق الدلالة هو التجارة، والتجارة مفسرة بالإيمان والجهاد، فكأنه قيل:
هل تتجرون بالإيمان والجهاد يغفر لكم. فإن قلت: فما وجه قراءة زيد بن علي رضي الله عنهما. تؤمنوا وتجاهدوا؟
قلت: وجهها أن تكون على إضمار لام الأمر كقوله:
محمد تفد نفسك كل نفس * إذا ما خفت من أمر تبالا وعن ابن عباس أنهم قالوا: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه: فنزلت هذه الآية فمكثوا ما شاء الله يقولون: ليتنا نعلم ما هي، فدلهم الله عليها بقوله - تؤمنون - وهذا دليل على أن تؤمنون كلام مستأنف، وعلى أن الأمر الوارد على النفوس بعد تشوف وتطلع منها إليه أوقع فيها وأقرب من قبولها له مما فوجئت به (ذلكم) يعنى ما ذكر من الإيمان والجهاد (خير لكم) من أموالكم وأنفسكم. فإن قلت: ما معنى قوله (إن كنتم تعلمون)؟
قلت: معناه إن كنتم تعلمون أنه خير لكم كان خيرا لكم حينئذ، لأنكم إذا علمتم ذلك واعتقدتموه أحببتم الإيمان والجهاد فوق ما تحبون أنفسكم وأموالكم فتخلصون وتفلحون (وأخرى تحبونها) ولكم إلى هذه النعمة المذكورة من المغفرة والثواب في الآجلة نعمة أخرى عاجلة محبوبة إليكم، ثم فسرها بقوله (نصر من الله وفتح قريب) أي عاجل وهو فتح مكة. وقال الحسن: فتح فارس والروم، وفى تحبونها شئ من التوبيخ على محبة العاجل. فإن