الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٨٠
ألا إن لله ما في السماوات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شئ عليم.
سورة الفرقان مكية. وهى سبع وسبعون آية بسم الله الرحمن الرحيم تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون
____________________
والمعنى أن جميع ما في السماوات والأرض مختصة به خلقا وملكا وعلما، فكيف يخفى عليه أحوال المنافقين وإن كانوا يجتهدون في سترها عن العيون وإخفائها. وسينبأهم يوم القيامة بما أبطنوا من سوء أعمالهم وسيجازيهم حق جزائهم، والخطاب والغيبة في قوله (قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه) يجوز أن يكون للمنافقين على طريق الالتفات، ويجوز أن يكون عليه عاما ويرجعون للمنافقين والله أعلم. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة النور أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة وفيما مضى وفيما بقى ".
سورة الفرقان مكية. وهى سبع وسبعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) البركة كثرة الخير وزيادته ومنها تبارك الله، وفيه معنيان: تزايد خيره، وتكاثر. أو تزايد عن كل شئ، وتعالى عنه في صفاته وأفعاله. والفرقان مصدر فرق بين الشيئين: إذا فصل بينهما، وسمى به القرآن لفصله بين الحق والباطل، أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقا مفصولا بين بعضه وبعض في الانزال، ألا ترى إلى قوله - وقرآنا فرقناه لتقرأ على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا - وقد جاء الفرق بمعناه، قال * ومشركي كافر بالفرق * وعن بن الزبير رضي الله عنه: على عباده وهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته كما قال - لقد أنزلنا إليكم - قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا - والضمير في (ليكون) لعبده أو للفرقان ويعضد رجوعه إلى الفرقان قراءة ابن الزبير
(٨٠)
مفاتيح البحث: سورة الفرقان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 86 ... » »»