الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٥٤٠
يبخل عن نفسه والله الغنى وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
سورة الفتح مدنية. وهى تسع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم إنا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله
____________________
بالصدقة وأداء الفريضة فلا يتعداه ضرر بخله وإنما (يبخل عن نفسه) يقال بخلت عليه وعنه وكذلك ضننت عليه وعنه. ثم أخبر أنه لا يأمر بذلك ولا يدعوا إليه لحاجته إليه فهو الغنى الذي تستحيل عليه الحاجات ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب (وإن تتولوا) معطوف على وإن تؤمنوا وتتقوا (يستبدل قوما غيركم) يخلق قوما سواكم على خلاف صفتكم راغبين في الإيمان والتقوى غير متولين عنهما كقوله تعالى - ويأت بخلق جديد - وقيل هم الملائكة، وقيل الأنصار. وعن ابن عباس: كندة والنخع، وعن الحسن: العجم، وعن عكرمة: فارس والروم " وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القوم وكان سلمان إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال: هذا وقومه، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان موطأ بالثريا لتناوله رجال من فارس " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة ".
سورة الفتح مدنية. وهى تسع وعشرون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) هو فتح مكة وقد نزلت مرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكة عام الحديبية عدة له بالفتح وجئ به على لفظ الماضي على عادة رب العزة سبحانه في أخباره لأنها في تحققها وتيقها وتيقنها بمنزلة الكائنة الموجودة، وفى
(٥٤٠)
مفاتيح البحث: سورة الفتح (1)، الغنى (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»