الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٥٣٨
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم. إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئا وسيحبط أعمالهم. يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم.
____________________
هو قولهم ما لنا إن أطعنا من الثواب ولا يقولون ما علينا إن عصينا من العقاب. وقيل اللحن أن تلحن بكلامك:
أي تميله إلى نحو من الأنحاء ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية، قال:
ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا * واللحن يعرفه ذوو الألباب وقيل للمخطئ لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب (أخباركم) ما يحكى عنكم وما يخبر به عن أعمالكم ليعلم حسنها من قبيحها لأن الخبر على حسب المخبر عنه إن حسنا فحسن وإن قبيحا فقبيح، وقرأ يعقوب ونبلو بسكون الواو على معنى ونحن نبلو أخباركم. وقرئ وليبلونكم ويعلم ويبلو بالياء. وعن الفضيل: أنه كان إذا قرأها بكى وقال: اللهم لا تبلنا فإنك إن بلوتنا فضحتها وهتكت أستارنا وعذبتنا (وسيحبط أعمالهم) التي عملوها في دينهم يرجون بها الثواب لأنها مع كفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم باطلة وهم قريظة والنضير، أو سيحبط أعمالهم التي عملوها والمكايد التي نصبوها في مشاقة الرسول: أي سيبطلها فلا يصلون منها إلى أغراضهم بل يستنصرون بها ولا يثمر لهم إلا القتل والجلاء عن أوطانهم. وقيل هم رؤساء قريش والمطعمون يوم بدر (ولا تبطلوا أعمالكم) أي لا تحبطوا الطاعات بالكبائر كقوله تعالى - لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي - إلى أن قال - أن تحبط أعمالكم - وعن أبي العالية: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب
(٥٣٨)
مفاتيح البحث: سبيل الله (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»