إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم. إن كنتم يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم. هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما.
____________________
كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت - ولا تبطلوا أعمالكم - فكانوا يخافون الكبائر على أعمالهم. وعن حذيفة:
فخافوا أن تحبط الكبائر أعمالهم. وعن ابن عمر " كنا نرى أنه ليس شئ من حسناتنا إلا مقبولا حتى نزل - ولا تبطلوا أعمالكم - فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش حتى نزل - إن الله لا يفغر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - فكففنا عن القول في ذلك، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها " وعن قتادة رحمه الله: رحم الله عبدا لم يحبط عمله الصالح بعمله السئ. وقيل لا تبطلوها بمعصيتهما.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: لا تبطلوها بالرياء والسمعة. وعنه بالشك والنفاق. وقيل بالعجب فإن العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقيل ولا تبطلوها صدقاتكم بالمن والأذى (ثم ماتوا وهم كفار) قيل هم أصحاب القليب والظاهر العموم (فلا تهنوا) ولا تضعفوا ولا تذلوا للعدو (و) لا (تدعوا إلى السلم) وقرئ السلم وهما المسالمة (وأنتم الأعلون) أي الأغلبون الأقهرون (والله معكم) أي ناصركم. وعن قتادة: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها بالموادعة. وقرئ ولا تدعوا من ادعى القوم وتداعوا إذا دعوا نحو قولك ارتموا الصيد وتراموه، وتدعوا مجزوم لدخوله في حكم النهى أو منصوب لإضمار أن ونحو قوله تعالى - وأنتم الأعلون - قوله تعالى - إنك أنت الأعلى - (ولن يتركم) من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم أو حربته وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله من الوتر وهو الفرد، فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر وهو من فصيح الكلام، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " أي أفرد عنهما قتلا ونبها (يؤتكم أجوركم) ثواب إيمانكم وتقواكم (ولا يسألكم أموالكم) أي ولا يسألكم جميعها إنما يقتصر منكم على ربع العشر، ثم قال (إن يسألكموها فيحفكم) أي يجهدكم ويطلبه كله والإحفاء المبالغة وبلوغ الغاية في كل شئ، يقال أحفاه في المسألة: إذا لم يترك شيئا من الإلحاح، وأحفى شاربه: إذا استأصله (تبخلوا ويخرج أضغانكم) أي تضطغنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضيق صدوركم لذلك وأظهرتم كراهتكم ومقتكم لدين يذهب بأموالكم، والضمير في يخرج لله عز وجل: أي يضغنكم بطلب أموالكم أو للبخل لأنه سبب الاضطغان. وقرئ تخرج بالنون ويخرج بالياء والتاء مع فتحهما ورفع أضغانكم (هؤلاء) موصول بمعنى الذين صلته (تدعون) أي أنتم الذين تدعون أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون ثم استأنف وصفهم كأنهم قالوا وما وصفنا؟ فقيل تدعون (لتنفقوا في سبيل الله) قيل هي النفقة في الغزو، وقيل الزكاة كأنه قيل: الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء واضطغنتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر فمنكم ناس يبخلون به، ثم قال (ومن يبخل)
فخافوا أن تحبط الكبائر أعمالهم. وعن ابن عمر " كنا نرى أنه ليس شئ من حسناتنا إلا مقبولا حتى نزل - ولا تبطلوا أعمالكم - فقلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا؟ فقلنا: الكبائر الموجبات والفواحش حتى نزل - إن الله لا يفغر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء - فكففنا عن القول في ذلك، فكنا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها " وعن قتادة رحمه الله: رحم الله عبدا لم يحبط عمله الصالح بعمله السئ. وقيل لا تبطلوها بمعصيتهما.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: لا تبطلوها بالرياء والسمعة. وعنه بالشك والنفاق. وقيل بالعجب فإن العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. وقيل ولا تبطلوها صدقاتكم بالمن والأذى (ثم ماتوا وهم كفار) قيل هم أصحاب القليب والظاهر العموم (فلا تهنوا) ولا تضعفوا ولا تذلوا للعدو (و) لا (تدعوا إلى السلم) وقرئ السلم وهما المسالمة (وأنتم الأعلون) أي الأغلبون الأقهرون (والله معكم) أي ناصركم. وعن قتادة: لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها بالموادعة. وقرئ ولا تدعوا من ادعى القوم وتداعوا إذا دعوا نحو قولك ارتموا الصيد وتراموه، وتدعوا مجزوم لدخوله في حكم النهى أو منصوب لإضمار أن ونحو قوله تعالى - وأنتم الأعلون - قوله تعالى - إنك أنت الأعلى - (ولن يتركم) من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم أو حربته وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله من الوتر وهو الفرد، فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر وهو من فصيح الكلام، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " أي أفرد عنهما قتلا ونبها (يؤتكم أجوركم) ثواب إيمانكم وتقواكم (ولا يسألكم أموالكم) أي ولا يسألكم جميعها إنما يقتصر منكم على ربع العشر، ثم قال (إن يسألكموها فيحفكم) أي يجهدكم ويطلبه كله والإحفاء المبالغة وبلوغ الغاية في كل شئ، يقال أحفاه في المسألة: إذا لم يترك شيئا من الإلحاح، وأحفى شاربه: إذا استأصله (تبخلوا ويخرج أضغانكم) أي تضطغنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتضيق صدوركم لذلك وأظهرتم كراهتكم ومقتكم لدين يذهب بأموالكم، والضمير في يخرج لله عز وجل: أي يضغنكم بطلب أموالكم أو للبخل لأنه سبب الاضطغان. وقرئ تخرج بالنون ويخرج بالياء والتاء مع فتحهما ورفع أضغانكم (هؤلاء) موصول بمعنى الذين صلته (تدعون) أي أنتم الذين تدعون أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون ثم استأنف وصفهم كأنهم قالوا وما وصفنا؟ فقيل تدعون (لتنفقوا في سبيل الله) قيل هي النفقة في الغزو، وقيل الزكاة كأنه قيل: الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء واضطغنتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر فمنكم ناس يبخلون به، ثم قال (ومن يبخل)