____________________
(وليوفيهم) وقرئ بالنون تعليل معللة محذوف لدلالة الكلام عليه، كأنه قيل: وليوفيهم أعمالهم ولا يظلمهم حقوقهم، قدر جزاءهم على مقادير أعمالهم فجعل الثواب درجات والعقاب دركات. ناصب الظرف هو القول المضمر قبل (أذهبتم). وعرضهم على النار تعذيبهم بها من قولهم عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به، ومنه قوله تعالى - النار يعرضون عليها - ويجوز أن يراد عرض النار عليهم من قولهم عرضت الناقة على الحوض يريدون عرض الحوض عليها فقلبوا، ويدل عليه تفسير ابن عباس رضي الله عنه يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها (أذهبتم طيباتكم) أي ما كتب لكم حظ من الطيبات إلا ما قد أصبتموه في دنياكم وقد ذهبتم به وأخذتموه فلم يبق لكم بعد استيفاء حظكم شئ منها. وعن عمر رضي الله عنه: لو شئت لدعوت بصلائق وصناب وكراكر وأسنمة، ولكني رأيت الله تعالى نعى على قوم طيباتهم فقال: أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا؟ وعنه: لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأحسنكم لباسا ولكني أستبقي طيباتي. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنه دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعا فقال: أأنتم اليوم خير أم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى ويغدى عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة؟ قالوا: نحن يومئذ خير. قال: بل أنتم اليوم خير " وقرئ أأذهبتم بهمزة الاستفهام وآءذهبتم بألف بين همزتين. الهون الهوان، وقرئ عذاب الهوان. وقرئ يفسقون بضم السين وكسرها. الأحقاف جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع فيه انحناء، من احقوقف الشئ إذا أعوج، وكانت عاد أصحاب عمد يسكنون بين رمال مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر من بلاد اليمن، وقيل بين عمان ومهرة، و (النذر) جمع نذير بمعنى المنذر أو الإنذار (من بين يديه) من قبله (ومن خلفه) ومن بعده، وقرئ من بين يديه ومن بعده، والمعنى: أن هودا عليه السلام قد أنذرهم فقال لهم: لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم العذاب، وأعلمهم أن الرسل الذين بعثوا قبله والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: يعنى الرسل الذين بعثوا قبله والذين بعثوا زمانه، ومعنى ومن خلفه على هذا
وعن ابن عباس رضي الله عنه: يعنى الرسل الذين بعثوا قبله والذين بعثوا زمانه، ومعنى ومن خلفه على هذا