الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٥٢٠
وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين. إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون. ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه.
____________________
(وهذا) القران (كتاب مصدق) لكتاب موسى أو لما بين يديه وتقدمه من جميع الكتب. وقرئ مصدق لما بين يديه، و (لسانا عربيا) حال من ضمير الكتاب في مصدق والعامل فيه مصدق، ويجوز أن ينتصب عن كتاب لتخصصه بالصفة ويعمل فيه معنى الإشارة، وجوز أن يكون مفعولا لمصدق: أي يصدق ذا لسان عربي وهو الرسول. وقرئ لينذر بالياء والتاء ولينذر من نذر ينذر إذا حذر (وبشرى) في محل النصب معطوف على محل لينذر لأنه مفعول له. قرئ حسنا بضم الحاء وسكون السين وبضمهما وبفتحهما، وإحسانا وكرها بالفتح والضم وهما لغتان في معنى المشقة كالفقر والفقر وانتصابه على الحال: أي ذات كره، أو على أنه صفة للمصدر: أي حملا ذاكره (وحمله وفصاله) ومدة حمله وفصاله (ثلاثون شهرا) وهذا دليل على أن أقل الحمل ستة أشهر لأن مدة الرضاع إذا كانت حولين لقوله عز وجل - حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة - بقيت للحمل ستة أشهر.
وقرئ وفصله، والفصل والفصال كالفطم والفطام بناء ومعنى. فإن قلت: المراد بيان مدة الرضاع لا الفطام فكيف
(٥٢٠)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»