____________________
في الدارين إلا على نكد ومضرة لا تتولاهم في الدنيا بالاستجابة وفى الآخرة تعاديهم وتجحد عبادتهم، وإنما قيل من وهم لأنه أسند إليهم ما يسند إلى أولى العلم من الاستجابة والغفلة، ولأنهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلا وغباوة.
ويجوز أن يريد كل معبود من دون الله من الجن والإنس والأوثان فغلب غير الأوثان عليها. قرئ ما لا يستجيب وقرئ يدعو غير الله من لا يستجيب ووصفهم بترك الاستجابة والغفلة طريقه طريق التهكم بها وبعبدتها، ونحوه قوله تعالى - إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم - (بينات جمع بينة وهى الحجة والشاهد أو واضحات مبينات، واللام في (للحق) مثلها في قوله - وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خير - أي لأجل الحق ولأجل الذين آمنوا، والمراد بالحق الآيات، وبالذين كفروا المتلو عليهم، فوضع الظاهران موضع الضميرين للتسجيل عليهم بالكفر وللمتلو بالحق (لما جاءهم) أي بادهوه بالجحود ساعة أتاهم وأول ما سمعوه من غير إجالة فكر ولا إعادة نظر. ومن عنادهم وظلمهم أنهم سموه سحرا مبينا ظاهرا أمره في البطلان لا شبهة فيه (أم يقولون افتراه) إضراب عن ذكر تسميتهم الآيات سحرا إلى ذكر قولهم إن محمدا افتراه.
ومعنى الهمزة في أم الإنكار والتعجيب كأنه قيل: دع هذا واسمع قولهم المستنكر المفضى منه العجب، وذلك أن محمدا كان لا يقدر عليه حتى يقوله ويفتريه على الله، ولو قدر عليه دون أمة العرب لكانت قدرته عليه معجزة لخرقها العادة، وإذا كانت معجزة كانت تصديقا من الله له والحكيم لا يصدق الكاذب فلا يكون مفتريا، والضمير للحق والمراد به الآيات (قل إن افتريته) على سبيل الفرض عاجلني الله تعالى لا محالة بعقوبة الافتراء عليه فلا تقدرون على كفه عن معاجلتي ولا تطيقون دفع شئ من عقابه عنه، فكيف أفتريه وأتعرض لعقابه؟ يقال فلان لا يملك إذا غضب، ولا يملك عنانه إذا صمم، ومثله - فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم - ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا - ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " لا أملك لكم من الله شيئا " ثم قال (هو أعلم
ويجوز أن يريد كل معبود من دون الله من الجن والإنس والأوثان فغلب غير الأوثان عليها. قرئ ما لا يستجيب وقرئ يدعو غير الله من لا يستجيب ووصفهم بترك الاستجابة والغفلة طريقه طريق التهكم بها وبعبدتها، ونحوه قوله تعالى - إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم - (بينات جمع بينة وهى الحجة والشاهد أو واضحات مبينات، واللام في (للحق) مثلها في قوله - وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خير - أي لأجل الحق ولأجل الذين آمنوا، والمراد بالحق الآيات، وبالذين كفروا المتلو عليهم، فوضع الظاهران موضع الضميرين للتسجيل عليهم بالكفر وللمتلو بالحق (لما جاءهم) أي بادهوه بالجحود ساعة أتاهم وأول ما سمعوه من غير إجالة فكر ولا إعادة نظر. ومن عنادهم وظلمهم أنهم سموه سحرا مبينا ظاهرا أمره في البطلان لا شبهة فيه (أم يقولون افتراه) إضراب عن ذكر تسميتهم الآيات سحرا إلى ذكر قولهم إن محمدا افتراه.
ومعنى الهمزة في أم الإنكار والتعجيب كأنه قيل: دع هذا واسمع قولهم المستنكر المفضى منه العجب، وذلك أن محمدا كان لا يقدر عليه حتى يقوله ويفتريه على الله، ولو قدر عليه دون أمة العرب لكانت قدرته عليه معجزة لخرقها العادة، وإذا كانت معجزة كانت تصديقا من الله له والحكيم لا يصدق الكاذب فلا يكون مفتريا، والضمير للحق والمراد به الآيات (قل إن افتريته) على سبيل الفرض عاجلني الله تعالى لا محالة بعقوبة الافتراء عليه فلا تقدرون على كفه عن معاجلتي ولا تطيقون دفع شئ من عقابه عنه، فكيف أفتريه وأتعرض لعقابه؟ يقال فلان لا يملك إذا غضب، ولا يملك عنانه إذا صمم، ومثله - فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم - ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا - ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " لا أملك لكم من الله شيئا " ثم قال (هو أعلم