____________________
فإلينا يرجعون - وإن أردنا أن ننجز في حياتك ما وعدناهم من العذاب النازل بهم وهو يوم بدر فهم تحت ملكتنا وقدرتنا لا يفوتوننا، وصفهم بشدة الشكيمة في الكفر والضلال ثم أتبعه شدة الوعيد بعذاب الدنيا والآخرة.
وقرئ نرينك بالنون الخفيفة. وقرئ بالذي أوحى إليك على البناء للفاعل وهو الله عز وجل، والمعنى: وسواء عجلنا لك الظفر والغلبة أو أخرنا إلى اليوم الآخر فكن مستمسكا بما أوحينا إليك وبالعمل به فإنه الصراط المستقيم الذي لا يحيد عنه إلا ضال شقى، وزد كل يوم صلابة في المحاماة على دين الله ولا يخرجك الضجر بأمرهم إلى شئ من اللين والرخاوة في أمرك، ولكن كما يفعل الثابت الذي لا ينشطه تعجيل ظفر ولا يثبطه تأخيره (وإنه) وإن الذي أوحى إليك (لذكر) لشرف (لك ولقومك) ول (سوف تسئلون) عنه يوم القيامة وعن قيامكم بحقه وعن تعظيمكم له وشكركم على أن رزقتموه وخصصتم به من بين العالمين. ليس المراد بسؤال الرسل حقيقة السؤال لإحالته، ولكنه مجاز عن النظر في أديانهم والفحص عن مللهم هل جاءت عبادة الأوثان قط في ملة من ملل الأنبياء، وكفاه نظرا وفحصا نظره في كتاب الله المعجز المصدق لما بين يديه، وإخبار الله فيه بأنهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا. وهذه الآية في نفسها كافية لا حاجة إلى غيرها، والسؤال الواقع مجازا عن النظر حيث لا يصح السؤال على الحقيقة كثير منه مسألة الشعراء الديار والرسوم والأطلام وقول من قال: سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك فإنها إن لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا. وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له الأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس فأمهم، وقيل له سلهم فلم يشكك ولم يسأل، وقيل معناه، سل أمم من أرسلنا وهم أهل الكتابين التوراة والإنجيل. وعن الفراء هم إنما يخبرونه عن كتب الرسل فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء. ما أجابوه به عند قوله - إني رسول رب - (العالمين) محذوف دل عليه قوله (فلما جاءهم بآياتنا) وهو مطالبتهم إياه بإحضار البينة على دعواه وإبراز الآية (إذا هم منها يضحكون) أي يسخرون منها ويهزؤون بها ويسمونها سحرا، وإذا للمفاجأة. فإن قلت: كيف جاز أن يجاب لما بإذا لمفاجأة؟ قلت: لأن فعل المفاجأة معها مقدر وهو عامل النصب
وقرئ نرينك بالنون الخفيفة. وقرئ بالذي أوحى إليك على البناء للفاعل وهو الله عز وجل، والمعنى: وسواء عجلنا لك الظفر والغلبة أو أخرنا إلى اليوم الآخر فكن مستمسكا بما أوحينا إليك وبالعمل به فإنه الصراط المستقيم الذي لا يحيد عنه إلا ضال شقى، وزد كل يوم صلابة في المحاماة على دين الله ولا يخرجك الضجر بأمرهم إلى شئ من اللين والرخاوة في أمرك، ولكن كما يفعل الثابت الذي لا ينشطه تعجيل ظفر ولا يثبطه تأخيره (وإنه) وإن الذي أوحى إليك (لذكر) لشرف (لك ولقومك) ول (سوف تسئلون) عنه يوم القيامة وعن قيامكم بحقه وعن تعظيمكم له وشكركم على أن رزقتموه وخصصتم به من بين العالمين. ليس المراد بسؤال الرسل حقيقة السؤال لإحالته، ولكنه مجاز عن النظر في أديانهم والفحص عن مللهم هل جاءت عبادة الأوثان قط في ملة من ملل الأنبياء، وكفاه نظرا وفحصا نظره في كتاب الله المعجز المصدق لما بين يديه، وإخبار الله فيه بأنهم يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا. وهذه الآية في نفسها كافية لا حاجة إلى غيرها، والسؤال الواقع مجازا عن النظر حيث لا يصح السؤال على الحقيقة كثير منه مسألة الشعراء الديار والرسوم والأطلام وقول من قال: سل الأرض من شق أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك فإنها إن لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا. وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له الأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس فأمهم، وقيل له سلهم فلم يشكك ولم يسأل، وقيل معناه، سل أمم من أرسلنا وهم أهل الكتابين التوراة والإنجيل. وعن الفراء هم إنما يخبرونه عن كتب الرسل فإذا سألهم فكأنه سأل الأنبياء. ما أجابوه به عند قوله - إني رسول رب - (العالمين) محذوف دل عليه قوله (فلما جاءهم بآياتنا) وهو مطالبتهم إياه بإحضار البينة على دعواه وإبراز الآية (إذا هم منها يضحكون) أي يسخرون منها ويهزؤون بها ويسمونها سحرا، وإذا للمفاجأة. فإن قلت: كيف جاز أن يجاب لما بإذا لمفاجأة؟ قلت: لأن فعل المفاجأة معها مقدر وهو عامل النصب