الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٤٧٩
* الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون * والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له
____________________
تخرجون - وإن كان من قول الله فما وجهه؟ قلت: هو من قول الله لا من قولهم، ومعنى قوله - ليقولن خلقهن العزيز العليم - الذي من صفته كيت وكيت لينسبن خلقها إلى الذي هذه أوصافه وليسندنه إليه (بقدر) بمقدار يسلم معه البلاد والعباد ولم يكن طوفانا، و (الأزواج) الأصناف (ما تركبون) أي تركبونه. فإن قلت: يقال ركبوا الأنعام وركبوا في الفلك وقد ذكر الجنسين فكيف قال تركبونه؟ قلت: غلب المتعدى بغير واسطة لقوته على المتعدى بواسطة فقيل تركبونه (على ظهوره) على ظهور ما تركبون وهو الفلك والأنعام، ومعنى ذكر نعمة الله عليهم أن يذكروها في قلوبهم معترفين بها مستعظمين لها ثم يحمدوا عليها بألسنتهم، وهو ما يروى عن النبي صلى
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»