____________________
جاءكم رسول جحدتم وكذبتم بناء على حكمكم الباطل الذي أسستموه وليس قولهم - لن يبعث الله من بعده رسولا - بتصديق لرسالة يوسف، وكيف وقد شكوا فيها وكفروا بها، وإنما هو تكذيب لرسالة من بعده مضموم إلى تكذيب رسالته. وقرئ ألن يبعث الله عليه إدخال همزة الاستفهام على حرف النفي كأن بعضهم يقرر بعضا بنفي البعث. ثم قال (كذلك يضل الله) أي مثل هذا الخذلان المبين يخذل الله كل مسرف في عصيانه مرتاب في دينه (الذين يجادلون) بدل من من هو مسرف. فإن قلت: كيف جاز إبداله منه وهو جمع وذاك موحد؟ قلت: لأنه لا يريد مسرفا واحدا فكأنه قال: كل مسرف. فإن قلت: فما فاعل (كبر)؟ قلت: ضمير من هو مسرف.
إن قلت: أما قلت هو جمع ولهذا أبدلت منه الذين يجادلون؟ قلت: بل هو جمع في المعنى وأما اللفظ فموحد فحمل البدل على معناه والضمير الراجع إليه على لفظه، وليس ببدع أن يحمل على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى وله نظائر. ويجوز أن نرفع الذين يجادلون على الابتداء، ولابد في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كبر تقديره: جدال الذين يجادلون كبر مقتا. ويحتمل أن يكون الذين يجادلون مبتدأ وبغير سلطان أتاهم خبرا وفاعل كبر قوله (كذلك) أي كبر مقتا مثل ذلك الجدال، ويطبع الله كلام مستأنف، ومن قال كبر مقتا عند الله جدالهم فقد حذف الفاعل والفاعل لا يصح حذفه، وفي كبر مقتا ضرب من التعجب والاستعظام لجدالهم والشهادة على خروجه من حد أشكاله من الكبائر. وقرئ سلطان بضم اللام. وقرئ قلب بالتنوين. ووصف القلب بالتكبر والتجبر لأنه مركزهما ومنبعهما كما تقول رأت العين وسمعت الأذن ونحوه قوله عز وجل - فإنه آثم قلبه - وإن كان الآثم هو الجملة. ويجوز أن يكون على حذف المضاف: أي على كل ذي قلب متكبر تجعل الصفة
إن قلت: أما قلت هو جمع ولهذا أبدلت منه الذين يجادلون؟ قلت: بل هو جمع في المعنى وأما اللفظ فموحد فحمل البدل على معناه والضمير الراجع إليه على لفظه، وليس ببدع أن يحمل على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى وله نظائر. ويجوز أن نرفع الذين يجادلون على الابتداء، ولابد في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كبر تقديره: جدال الذين يجادلون كبر مقتا. ويحتمل أن يكون الذين يجادلون مبتدأ وبغير سلطان أتاهم خبرا وفاعل كبر قوله (كذلك) أي كبر مقتا مثل ذلك الجدال، ويطبع الله كلام مستأنف، ومن قال كبر مقتا عند الله جدالهم فقد حذف الفاعل والفاعل لا يصح حذفه، وفي كبر مقتا ضرب من التعجب والاستعظام لجدالهم والشهادة على خروجه من حد أشكاله من الكبائر. وقرئ سلطان بضم اللام. وقرئ قلب بالتنوين. ووصف القلب بالتكبر والتجبر لأنه مركزهما ومنبعهما كما تقول رأت العين وسمعت الأذن ونحوه قوله عز وجل - فإنه آثم قلبه - وإن كان الآثم هو الجملة. ويجوز أن يكون على حذف المضاف: أي على كل ذي قلب متكبر تجعل الصفة