الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٤٢٤
أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم
____________________
فرعون، واسمه سمعان أو حبيب، وقيل خربيل: أو حزبيل: الظاهر أنه كان من آل فرعون، فإن المؤمنين من بني إسرائيل لم يقلوا ولم يعزوا، والدليل عليه قول فرعون - أبناء الذين آمنوا معه - وقول المؤمن - فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا - دليل ظاهر على أنه يتنصح لقومه (أن يقول) لأن يقول وهذا إنكار منه عظيم تبكيت شديد كأنه قال: أترتكبون الفعلة الشنعاء التي هي قتل نفس محرمة ومالكم علة قط في ارتكاتها إلا كلمة الحق التي نطق بها وهى قوله (بي الله) مع أنه لم يحضر لتصحيح قوله بينة واحدة ولكن بينات عدة من عند نسب إليه الربوبية وهو ربكم لا ربه وحده، وهو استدراج لهم إلى الاعتراف به وليلين بذلك جماحهم ويكسر من سورتهم ولك أن تقدر مضافا محذوفا: أي وقت أن يقول؛ والمعنى: أتقتلونه ساعة سمعتم منه هذا القول من غير روية ولا فكر في أمره، وقوله (بالبينات) يريد بالبينات العظيمة التي عهدتموها وشهدتموها. ثم أخذهم بالاحتجاج على طريقة التقسيم فقال: لا يخلو من أن يكون كاذبا أو صادقا (فإن يك كاذبا فعله كذبه) أي يعود عليه كذبه ولا يتخطاه ضرره (وإن يك صادقا يصبكم بعض) ما يعدكم إن تعرضتم له. فإن قلت: لم قال بعض (الذي يعدكم) وهو نبي
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»