____________________
إبراهيم النخعي: قالت الصحابة: ما خصومتنا ونحن إخوان، فلما قتل عثمان رضي الله عنه قالوا هذه خصومتنا.
وعن أبي العالية نزلت في أهل القبلة. والوجه الذي يدل عليه كلام الله هو ما قدمت أولا، ألا ترى إلى قوله تعالى - فمن أظلم ممن كذب على الله - وقوله تعالى - والذي جاء بالصدق وصدق به - وما هو إلا بيان وتفسير للذين يكون بينهم الخصومة (كذب على الله) افترى عليه بإضافة الولد والشريك إليه (وكذب بالصدق) بالأمر الذي هو الصدق بعينه وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (إذ جاءه) فاجأه بالتكذيب لما سمع به من غير وقفة لإعمال روية واهتمام بتمييز بين حق وباطل كما يفعل أهل النصفة فيما يسمعون (مثوى للكافرين) أي لهؤلاء الذين كذبوا على الله وكذبوا بالصدق واللام في الكافرين إشارة إليهم) والذي جاء بالصدق وصدق به) هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالصدق وآمن به وأراد به إياه ومن تبعه كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله - ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون - فلذلك قال (أولئك هم المتقون) إلا أن هذا في الصفة وذاك في الاسم، ويجوز أن يريد والفوج أو الفريق الذي جاء بالصدق وصدق به وهم الرسول الذي جاء بالصدق وصحابته الذين صدقوا به. وفي قراءة ابن مسعود والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به. وقرئ وصدق به بالتخفيف: أي صدق به الناس ولم يكذبهم به: يعنى أداه إليهم كما نزل عليه من غير تحريف. وقيل صار صادقا به: أي بسببه لأن القرآن معجزة والمعجزة تصديق من الحكيم الذي لا يفعل القبيح لمن يجريها على يده، ولا يجوز أن يصدق إلا الصادق فيصير لذلك صادقا بالمعجزة. وقرئ وصدق به. فإن قلت: ما معنى إضافة الأسوأ والأحسن إلى الذي عملوا وما معنى التفضيل فيهما؟ قلت: أما الإضافة فما هي من إضافة أفعل إلى الجملة التي يفضل عليها، ولكن من إضافة الشئ إلى ما هو بعضه من غير تفضيل كقولك: الأشج أعدل بنى مروان، وأما التفضيل فإيذان بأن السئ الذي يفرط منهم من الصغائر والزلات المكفرة هو عندهم الأسوأ لاستعظاهم المعصية والحسن الذي يعملونه هو عند الله الأحسن لحسن إخلاصهم فيه، فلذلك ذكر سيئهم بالأسوأ وحسنهم بالأحسن. وقرئ أسوأ الذي عملوا جمع سوء (أليس الله بكاف عبده) أدخلت همزة الإنكار على كلمة النفي فأفيد معنى إثبات الكفاية وتقريرها. قرئ بكاف عبده وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكاف عباده وهم الأنبياء، وذلك أن قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
نخاف أن تخبلك آلهتنا وإنا نخشى عليك معرتها لعيبك إياها. ويروى أنه بعث خالدا إلى العزى ليكسرها فقال له سادنها: أحذركها يا خالد إن لها لشدة لا يقوم لها شئ، فعمد خالد إليها فهشم أنفها فقال الله عز وجل: أليس
وعن أبي العالية نزلت في أهل القبلة. والوجه الذي يدل عليه كلام الله هو ما قدمت أولا، ألا ترى إلى قوله تعالى - فمن أظلم ممن كذب على الله - وقوله تعالى - والذي جاء بالصدق وصدق به - وما هو إلا بيان وتفسير للذين يكون بينهم الخصومة (كذب على الله) افترى عليه بإضافة الولد والشريك إليه (وكذب بالصدق) بالأمر الذي هو الصدق بعينه وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (إذ جاءه) فاجأه بالتكذيب لما سمع به من غير وقفة لإعمال روية واهتمام بتمييز بين حق وباطل كما يفعل أهل النصفة فيما يسمعون (مثوى للكافرين) أي لهؤلاء الذين كذبوا على الله وكذبوا بالصدق واللام في الكافرين إشارة إليهم) والذي جاء بالصدق وصدق به) هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالصدق وآمن به وأراد به إياه ومن تبعه كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله - ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون - فلذلك قال (أولئك هم المتقون) إلا أن هذا في الصفة وذاك في الاسم، ويجوز أن يريد والفوج أو الفريق الذي جاء بالصدق وصدق به وهم الرسول الذي جاء بالصدق وصحابته الذين صدقوا به. وفي قراءة ابن مسعود والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به. وقرئ وصدق به بالتخفيف: أي صدق به الناس ولم يكذبهم به: يعنى أداه إليهم كما نزل عليه من غير تحريف. وقيل صار صادقا به: أي بسببه لأن القرآن معجزة والمعجزة تصديق من الحكيم الذي لا يفعل القبيح لمن يجريها على يده، ولا يجوز أن يصدق إلا الصادق فيصير لذلك صادقا بالمعجزة. وقرئ وصدق به. فإن قلت: ما معنى إضافة الأسوأ والأحسن إلى الذي عملوا وما معنى التفضيل فيهما؟ قلت: أما الإضافة فما هي من إضافة أفعل إلى الجملة التي يفضل عليها، ولكن من إضافة الشئ إلى ما هو بعضه من غير تفضيل كقولك: الأشج أعدل بنى مروان، وأما التفضيل فإيذان بأن السئ الذي يفرط منهم من الصغائر والزلات المكفرة هو عندهم الأسوأ لاستعظاهم المعصية والحسن الذي يعملونه هو عند الله الأحسن لحسن إخلاصهم فيه، فلذلك ذكر سيئهم بالأسوأ وحسنهم بالأحسن. وقرئ أسوأ الذي عملوا جمع سوء (أليس الله بكاف عبده) أدخلت همزة الإنكار على كلمة النفي فأفيد معنى إثبات الكفاية وتقريرها. قرئ بكاف عبده وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكاف عباده وهم الأنبياء، وذلك أن قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
نخاف أن تخبلك آلهتنا وإنا نخشى عليك معرتها لعيبك إياها. ويروى أنه بعث خالدا إلى العزى ليكسرها فقال له سادنها: أحذركها يا خالد إن لها لشدة لا يقوم لها شئ، فعمد خالد إليها فهشم أنفها فقال الله عز وجل: أليس