____________________
هدى الله: أي أثر هداه وهو لطفه فسماه هدى لأنه حاصل بالهدى يهدى به بهذا الأثر من يشاء من عباده: يعنى من صحب أولئك ورآهم خاشين راجين، فكان ذلك مرغبا لهم في الاقتداء بسيرتهم وسلوك طريقتهم. ومن يضلل الله: ومن لم تؤثر فيه ألطافه لقسوة قلبه وإصراره على فجوره فما له من هاد من مؤثر فيه بشئ قط. يقال اتقاه بدرقته: استقبله بها فوقى بها نفسه إياه واتقاه بيده، وتقديره (أفمن يتقى بوجهه سوء العذاب) كمن أمن العذاب فحذف الخبر كما حذف في نظائره، وسوء العذاب شدته، ومعناه: أن الإنسان إذا لقى مخوفا من المخاوف استقبله بيده وطلب أن يقي بها وجهه لأنه أعز أعضائه عليه، والذي يلقى في النار يلقى مغلولة يداه إلى عنقه فلا يتهيأ له أن يتقى النار إلا بوجهه الذي كان يتقى المخاوف بغيره وقاية له ومحاماة عليه. وقيل المراد بالوجه الجملة، وقيل نزلت في أبى جهل. وقال لهم خزنة النار (ذوقوا) وبال (ما كنتم تكسبون - من حيث لا يشعرون) من الجهة التي لا يحتسبون ولا يخطر ببالهم أن الشر يأتيهم منها بيناهم آمنون رافهون إذ فوجئوا من مأمنهم. والخزي: الذل والصغار كالمسخ والخسف والقتل والجلاء وما أشبه ذلك من نكال الله (قرآنا عربيا) حال مؤكدة كقولك: جاءني زيد رجلا صالحا وإنسانا عاقلا. ويجوز أن ينتصب على المدح (غير ذي عوج) مستقيما بريئا من التناقض والاختلاف. فإن قلت: فهلا قيل مستقيما أو غير معوج؟ قلت: فيه فائدتان: إحداهما نفى أن يكون فيه عوج قط كما قال - ولم يجعل له عوجا - والثانية أن لفظ العوج مختص بالمعاني دون الأعيان. وقيل المراد بالعوج الشك واللبس وأنشد:
وقد أتاك يقين غير ذي عوج * من الإله وقول غير مكذوب واضرب لقومك مثلا وقل لهم ما تقولون في رجل من المماليك قد اشترك فيه شركاء بينهم اختلاف وتنازع كل واحد منهم يدعى أنه عبده، فهم يتجاذبونه ويتعاورونه في مهن شتى ومشادة، وإذا عنت له حاجة تدافعوه فهو متحير في أمره سادر قد تشعبت الهموم قلبه وتوزعت أفكاره لا يدري أيهم يرضى بخدمته وعلى أيهم يعتمد في حاجاته، وفي آخر قد سلم لمالك واحد وخلص له فهو معتنق لما لزمه من خدمته معتمد على فيما يصلحه، فهمه واحد وقلبه مجتمع أي هذين العبدين أحسن حالا وأجمل شأنا، والمراد تمثيل حال من يثبت آلهة شتى وما يلزمه على
وقد أتاك يقين غير ذي عوج * من الإله وقول غير مكذوب واضرب لقومك مثلا وقل لهم ما تقولون في رجل من المماليك قد اشترك فيه شركاء بينهم اختلاف وتنازع كل واحد منهم يدعى أنه عبده، فهم يتجاذبونه ويتعاورونه في مهن شتى ومشادة، وإذا عنت له حاجة تدافعوه فهو متحير في أمره سادر قد تشعبت الهموم قلبه وتوزعت أفكاره لا يدري أيهم يرضى بخدمته وعلى أيهم يعتمد في حاجاته، وفي آخر قد سلم لمالك واحد وخلص له فهو معتنق لما لزمه من خدمته معتمد على فيما يصلحه، فهمه واحد وقلبه مجتمع أي هذين العبدين أحسن حالا وأجمل شأنا، والمراد تمثيل حال من يثبت آلهة شتى وما يلزمه على