الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٣٥٨
والحمد لله رب العالمين.
سورة ص مكية. وهى ست وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم ص والقرءان ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق.
____________________
لأحد من الملوك وغيرهم إلا وهو ربها ومالكها كقوله تعالى - تعز من تشاء - اشتملت السورة على ذكر ما قاله المشركون في الله ونسبوا إليه مما هو منزه عنه وما عاناه المرسلون من جهتهم وما خولوه في العاقبة من النصرة عليهم فختمها بجوامع ذلك من تنزيه ذاته عما وصفه به المشركون والتسليم على المرسلين (والحمد لله رب العالمين) على ما قيض لهم من حسن العواقب. والغرض تعليم المؤمنين أن يقولوا ذلك ولا يخلوا به ولا يغفلوا عن مضمنات كتابه الكريم ومودعات قرآنه المجيد. وعن علي رضي الله عنه: من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام ن مجلسه - سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ والصافات أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل جنى وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك، شهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمنا بالمرسلين " سورة ص مكية. وهى ست وثمانون آية (بسم الله الرحمن الرحيم (ص) على الوقف وهى أكثر القراءة. وقرئ بالكسر والفتح لالتقاء الساكنين، ويجوز أن ينتصب بحذف حرف القسم وإيصال فعله كقولهم الله لأفعلن كذا بالنصب، أو بإضمار حرف القسم والفتح في موضع الجر كقولهم الله لأفعلن بالجر وامتناع الصرف للتعريف والتأنيث لأنها بمعنى السورة، وقد صرفها من قرأص بالجر والتنوين على تأويل الكتاب والتنزيل. وقيل فيمن كسر هو من المصاداة وهى المعارضة والمعادلة، ومنها الصدى وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الخالية من الأجسام الصلبة، ومعناه: عارض القرآن بعملك فاعمل بأوامره وانته عن نواهيه. فإن قلت: قوله - ص - (والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق) كلام ظاهره متنافر
(٣٥٨)
مفاتيح البحث: سورة ص (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»