____________________
فإن قلت: ما معنى توقيت الفصال بالعامين؟ قلت: المعنى في توقيته بهذه المدة أنها الغاية التي لا تتجاوز، والامر فيما دون العامين موكول إلى اجتهاد الام إن علمت أنه يقوى على الفطام فلها أن تفطمه ويدل عليه قوله تعالى - والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد إن يتم الرضاعة - وبه استشهد الشافعي رضي الله عنه على أن مدة الرضاع سنتان لا تثبت حرمة الرضاع بعد انقضائهما، وهو مذهب أبي يوسف ومحمد، وأما عند أبي حنيفة رضي الله عنه فمدة الرضاع ثلاثون شهرا. وعن أبي حنيفة: إن فطمته قبل العامين فاستغنى بالطعام ثم أرضعته لم يكن رضاعا، وإن أكل أكلا ضعيفا لم يستغن به عن الرضاع ثم أرضعته فهو رضاع محرم. قرئ مثقال حبة بالنصب والرفع، فمن نصب كان الضمير للهنة من الإساءة أو الاحسان: أي إن كانت مثلا في الصغر، والقماءة كحبة الخردل فكانت مع صغرها في أخفى موضع واحرزه كجوف الصخرة أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلي (يأت بها الله) يوم القيامة فيحاسب بها عاملها (إن الله لطيف) يتوصل علمه إلى كل خفي (خبير) عالم بكنهه.
وعن قتادة لطيف باستخراجها خبير بمستقرها، ومن قرأ بالرفع كان ضمير القصة وإنما أنث المثقال لاضافته إلى الحبة كما قال: * كما شرقت صدر القناة من الدم * وروى أن ابن لقمان قال له: أرأيت الحبة تكون في مقل البحر: أي في مغاصه يعلمها الله؟ فقال: إن الله يعلم أصغر الأشياء في أخفى الأمكنة لان الحبة في الصخرة أخفى منها في الماء. وقيل الصخرة هي التي تحت الأرض وهي السجين يكتب فيها اعمال الكفار. وقرئ فتكن بكسر الكاف، من وكن الطائر يكن: إذا استقر في وكنته وهي مقره ليلا (واصبر على ما أصابك) يجوز أن يكون عاما في كل ما يصيبه من المحن، وأن يكون خاصا بما يصيبه فيما أمر به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من أذى من يبعثهم على الخير وينكر عليهم الشر (إن ذلك) مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب وإلزام، ومنه الحديث " لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل " أي لم يقطعه بالنية، ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام لمن لم يبيت الصيام ومنه " إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه " وقولهم: عزمة من عزمات ربنا، ومنه عزمات الملوك، وذلك أن يقول الملك لبعض من تحت يده: عزمت عليك إلا فعلت كذا، إذا قال ذلك لم يكن للمعزوم عليه بد من فعله ولا مندوحة في تركه، وحقيقته أنه من تسمية المفعول بالمصدر وأصله من معزومات الأمور: أي مقطوعاتها ومفروضاتها، ويجوز أن يكون مصدرا في معنى الفاعل أصله من عازمات الأمور من قوله تعالى " فإذا عزم الامر - كقولك جد الامر وصدق القتال، وناهيك بهذه الآية مؤذنة بقدم هذه الطاعات وأنها
وعن قتادة لطيف باستخراجها خبير بمستقرها، ومن قرأ بالرفع كان ضمير القصة وإنما أنث المثقال لاضافته إلى الحبة كما قال: * كما شرقت صدر القناة من الدم * وروى أن ابن لقمان قال له: أرأيت الحبة تكون في مقل البحر: أي في مغاصه يعلمها الله؟ فقال: إن الله يعلم أصغر الأشياء في أخفى الأمكنة لان الحبة في الصخرة أخفى منها في الماء. وقيل الصخرة هي التي تحت الأرض وهي السجين يكتب فيها اعمال الكفار. وقرئ فتكن بكسر الكاف، من وكن الطائر يكن: إذا استقر في وكنته وهي مقره ليلا (واصبر على ما أصابك) يجوز أن يكون عاما في كل ما يصيبه من المحن، وأن يكون خاصا بما يصيبه فيما أمر به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من أذى من يبعثهم على الخير وينكر عليهم الشر (إن ذلك) مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب وإلزام، ومنه الحديث " لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل " أي لم يقطعه بالنية، ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام لمن لم يبيت الصيام ومنه " إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه " وقولهم: عزمة من عزمات ربنا، ومنه عزمات الملوك، وذلك أن يقول الملك لبعض من تحت يده: عزمت عليك إلا فعلت كذا، إذا قال ذلك لم يكن للمعزوم عليه بد من فعله ولا مندوحة في تركه، وحقيقته أنه من تسمية المفعول بالمصدر وأصله من معزومات الأمور: أي مقطوعاتها ومفروضاتها، ويجوز أن يكون مصدرا في معنى الفاعل أصله من عازمات الأمور من قوله تعالى " فإذا عزم الامر - كقولك جد الامر وصدق القتال، وناهيك بهذه الآية مؤذنة بقدم هذه الطاعات وأنها