الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ٢٤٤
* أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون.
____________________
لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، بله ما أطلعتهم عليه، اقرءوا إن شئتم - فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين - " وعن الحسن رضي الله عنه: أخفى القوم أعمالا في الدنيا فأخفى الله لهم المعنى بدليل قوله تعالى (أما الذين آمنوا - وأما الذين فسقوا) ونحوه قوله تعالى - ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك - و (جنات المأوى) نوع من الجنان قال الله تعالى - ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى - سميت بذلك لما روى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: تأوى إليها أرواح الشهداء. وقيل هي عن يمين العرش، وقرئ جنة المأوى على التوحيد (نزلا) عطاء بأعمالهم والنزل عطاء النازل ثم صار عاما (فمأواهم النار) أي ملجؤهم ومنزلهم، ويجوز أن يراد فجنة مأواهم النار: أي النار لهم جنة المأوى للمؤمنين
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»