____________________
على حديث الحق. وقرئ (ليضل) بضم الياء وفتحها، و (سبيل) الله) دين الاسلام أو القرآن. فإن قلت: القراءة بالضم بينه لان النضر كان غرضه باشتراء اللهو أن يصعد الناس عن الدخول في الاسلام واستماع القرآن ويضلهم عنه، فما معنى القراءة بالفتح؟ قلت: فيه معنيان أحدهما ليثبت على ضلاله الذي كان عليه ولا يصدف عنه ويزيد فيه ويمده فإن المخذول كان شديد الشكيمة في عداوة الدين وصد الناس عنه. والثاني أن يوضع ليضل موضع ليضل من قبل أن من أضل كان ضالا لا محالة فدل بالرديف على المردوف. فإن قلت: ما معنى قوله (بغير علم) قلت:
لما جعله مشتريا لهو الحديث بالقرآن قال يشترى بغير علم بالتجارة وبغير بصيرة بها، حيث يستبدل الضلال بالهدى والباطل بالحق، ونحوه قوله تعالى - فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين - أي وما كانوا مهتدين للتجارة بصراء بها. وقرئ (ويتخذها) بالنصب والرفع عطفا على يشترى أو ليضل والضمير للسبيل لأنها مؤنثة كقوله تعالى - وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا - (ولى مستكبرا) زاما لا يعبأ بها، ولا يرفع بها رأسا.
تشبه حاله في ذلك حال من لم يسمعها وهو سامع (كأن في أذنيه وقرا) أي ثقلا، ولا وقر فيهما. وقرئ بسكون الذال. فإن قلت: ما محل الجملتين المصدرتين بكأن؟ قلت: الأولى حال من مستكبرا، والثانية من لم يسمعها، ويجوز أن تكونا استئنافين، والأصل في كأن المخففة كأنه والضمير ضمير الشأن (وعد الله حقا) مصدران مؤكدان: الأول مؤكد لنفسه، والثاني مؤكد لغيره، لان قوله - لهم جنات النعيم - في معنى وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد، وأما حقا فدال على معنى الثبات أكد به معنى الوعد ومؤكدهما جميعا قوله - لهم جنات النعيم - (وهو العزيز) الذي لا يغلبه شئ ولا يعجزه، يقدر على الشئ وضده فيعطى النعيم من شاء والبؤس من شاء، وهو (الحكيم) لا يشاء إلا ما توجبه الحكمة والعدل (ترونها) الضمير فيه للسموات، وهو استشهاد برؤيتهم لها غير معمودة على قوله - بغير عمد - كما تقول لصاحبك أنا بلا سيف ولا رمح تراني. فإن قلت:
ما محلها من الاعراب؟ قلت: لا محل لا لأنها مستأنفة، أو هي محل الجر صفة للعمد: أي بغير عمد مرئية، يعنى أنه عمدها بعمد لا ترى، وهي امساكها بقدرته (هذا) إشارة إلى ما ذكر من مخلوقاته، والخلق بمعنى المخلوق، و (الذين من دونه) آلهتهم، بكتهم بأن هذه الأشياء العظيمة مما خلقه الله وأنشأه فأروني ماذا خلقته آلهتكم حتى
لما جعله مشتريا لهو الحديث بالقرآن قال يشترى بغير علم بالتجارة وبغير بصيرة بها، حيث يستبدل الضلال بالهدى والباطل بالحق، ونحوه قوله تعالى - فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين - أي وما كانوا مهتدين للتجارة بصراء بها. وقرئ (ويتخذها) بالنصب والرفع عطفا على يشترى أو ليضل والضمير للسبيل لأنها مؤنثة كقوله تعالى - وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا - (ولى مستكبرا) زاما لا يعبأ بها، ولا يرفع بها رأسا.
تشبه حاله في ذلك حال من لم يسمعها وهو سامع (كأن في أذنيه وقرا) أي ثقلا، ولا وقر فيهما. وقرئ بسكون الذال. فإن قلت: ما محل الجملتين المصدرتين بكأن؟ قلت: الأولى حال من مستكبرا، والثانية من لم يسمعها، ويجوز أن تكونا استئنافين، والأصل في كأن المخففة كأنه والضمير ضمير الشأن (وعد الله حقا) مصدران مؤكدان: الأول مؤكد لنفسه، والثاني مؤكد لغيره، لان قوله - لهم جنات النعيم - في معنى وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد، وأما حقا فدال على معنى الثبات أكد به معنى الوعد ومؤكدهما جميعا قوله - لهم جنات النعيم - (وهو العزيز) الذي لا يغلبه شئ ولا يعجزه، يقدر على الشئ وضده فيعطى النعيم من شاء والبؤس من شاء، وهو (الحكيم) لا يشاء إلا ما توجبه الحكمة والعدل (ترونها) الضمير فيه للسموات، وهو استشهاد برؤيتهم لها غير معمودة على قوله - بغير عمد - كما تقول لصاحبك أنا بلا سيف ولا رمح تراني. فإن قلت:
ما محلها من الاعراب؟ قلت: لا محل لا لأنها مستأنفة، أو هي محل الجر صفة للعمد: أي بغير عمد مرئية، يعنى أنه عمدها بعمد لا ترى، وهي امساكها بقدرته (هذا) إشارة إلى ما ذكر من مخلوقاته، والخلق بمعنى المخلوق، و (الذين من دونه) آلهتهم، بكتهم بأن هذه الأشياء العظيمة مما خلقه الله وأنشأه فأروني ماذا خلقته آلهتكم حتى