____________________
بالواحد لأنه لا يلبس (جاثمين) باركين على الركب ميتين (وعادا) منصوب بإضمار أهلكنا لأن قوله - فأخذتهم الرجفة - يدل عليه لأنه في معنى الاهلاك (وقد تبين لكم) ذلك يعني ما وصفه من إهلاكهم (من) جهة (مساكنهم) إذا نظرتم إليها عند مروركم بها وكان أهل مكة يمرون عليها في أسفارهم فيبصرونها (وكانوا مستبصرين) عقلاء متمكنين من النظر والافتكار ولكنهم لم يفعلوا، أو كانوا متبينين أن العذاب نازل بهم لان الله تعالى قد بين لهم على ألسنة الرسل عليهم السلام ولكنهم لجوا حتى هلكوا (سابقين) فائتين أدركهم أمر الله فلم يفوتوه. الحاصب لقوم لوط وهي ريح عاصف فيها حصباء. وقيل ملك كان يرميهم. والصيحة لمدين وثمود. والخسف لقارون. والغرق لقوم نوح وفرعون. الغرض تشبيه ما اتخذوه متكلا ومعتمدا في دينهم وتولوه من دون الله بما هو مثل عند الناس في الوهن وضعف القوة وهو نسج العنكبوت، ألا ترى إلى مقطع التشبيه وهو قوله (وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت). فإن قلت: ما معنى قوله (لو كانوا يعلمون) وكل أحد يعلم وهن بيت العنكبوت؟ قلت: معناه لو كانوا يعلمون أن هذا مثلهم وأن أمر دينهم بالغ هذه الغاية من الوهن. ووجه آخر وهو أنه إذا صح تشبيه ما اعتمدوه في دينهم ببيت العنكبوت وقد صح أن أوهن البيوت بيت العنكبوت فقد تبين أن دينهم أوهن الأديان لو كانوا يعلمون، أو أخرج الكلام بعد تصحيح التشبيه مخرج المجاز فكأنه قال: وإن أوهن ما يعتمد عليه في الدين عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون، ولقائل أن يقول: مثل المشرك الذي يعبد الوثن بالقياس إلى المؤمن الذي يعبد الله مثل عنكبوت يتخذ بيتا بالإضافة إلى رجل يبنى بيتا بآجر وجص أو ينحته من صخر، وكما أن أوهن البيوت إذا استقريتها بيتا بيتا بيت العنكبوت، كذلك أضعف الأديان إذا استقريتها دينا دينا عبادة الأوثان لو كانوا يعلمون.
قرئ تدعون بالتاء والياء وهذا توكيد للمثل وزيادة عليه حيث لم يجعل ما يدعونه شيئا (وهو العزيز الحكيم) فيه تجهيل لهم حيث عبدوا ما ليس بشئ لأنه جماد ليس معه مصحح العلم والقدرة أصلا، وتركوا عبادة القادر القاهر على كل شئ الحكيم الذي لا يفعل شيئا إلا بحكمة وتدبير. كان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون: إن رب محمد يضرب المثل بالذباب والعنكبوت ويضحكون من ذلك، فلذلك قال (وما يعقلها إلا العالمون) أي لا يعقل صحتها
قرئ تدعون بالتاء والياء وهذا توكيد للمثل وزيادة عليه حيث لم يجعل ما يدعونه شيئا (وهو العزيز الحكيم) فيه تجهيل لهم حيث عبدوا ما ليس بشئ لأنه جماد ليس معه مصحح العلم والقدرة أصلا، وتركوا عبادة القادر القاهر على كل شئ الحكيم الذي لا يفعل شيئا إلا بحكمة وتدبير. كان الجهلة والسفهاء من قريش يقولون: إن رب محمد يضرب المثل بالذباب والعنكبوت ويضحكون من ذلك، فلذلك قال (وما يعقلها إلا العالمون) أي لا يعقل صحتها