____________________
أسفل السافلين. وعن قتادة رضي الله عنه: فرقة لا اجتماع بعدها (في روضة) في بستان وهي الجنة، والتنكير لابهام أمرها وتفخيمه، والروضة عند العرب كل أرض ذات نبات وماء، وفي أمثالهم: أحسن من بيضة في روضة يريدون بيضة النعامة، (يحبرون) يسرون، يقال حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وظهر فيه أثره، ثم اختلفت فيه الأقاويل لاحتماله وجوه جميع المسار. فعن مجاهد رضي الله عنه: يكرمون. وعن قتادة: ينعمون. وعن ابن كيسان: يحلون. وعن أبي بكر بن عياش: التيجان على رؤوسهم. وعن وكيع: السماع في الجنة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه ذكر الجنة وما فيها من النعيم، وفي آخر القوم أعرابي فقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم يا أعرابي، إن في الجنة لنهرا حافتاه الابكار من كل بيضاء خوصانية يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعيم الجنة ". قال الراوي: فسألت أبا الدرداء بم يتغنين؟ قال: بالتسبيح.
وروى " إن في الجنة لأشجارا عليها أجراس من فضة، فإذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله ريحا من تحت العرش فتقع في تلك الأشجار فتحرك تلك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدنيا لماتوا طربا " (محضرون) لا يغيبون عنه، ولا يخفف عنهم كقوله - وما هم بخارجين منها - لا يفتر عنهم - لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجى من الوعيد، والمراد بالتسبيح ظاهره الذي تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدد فيها من نعمة الله الظاهرة. وقيل الصلاة. وقيل لابن عباس رضي الله عنهما هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال: نعم، وتلا هذه الآية (تمسون) صلاتا المغرب والعشاء، و (تصبحون) صلاة الفجر (وعشيا) صلاة العصر، و (تظهرون) صلاة الظهر. وقوله - وعشيا - متصل بقوله - حين تمسون - وقوله - وله الحمد في السماوات والأرض - اعتراض بينهما، ومعناه: أن على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه.
فإن قلت: لم ذهب الحسن رحمه الله إلى أن هذه الآية مدنية؟ قلت: لأنه كان يقول فرضت الصلوات الخمس بالمدينة، وكان الواجب بمكة ركعتين. في غير وقت معلوم، والقول الأكثر أن الخمس إنما فرضت بمكة. وعن عائشة رضي الله عنها " فرضت الصلاة ركعتين، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر ". وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل:
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون " الآية، وعنه عليه الصلاة والسلام " من قال حين يصبح: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، إلى قوله: وكذلك تخرجون، أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسى أدرك ما فاته في ليلته " وفي قراءة عكرمة حينا تمسون وحينا تصبحون، والمعنى: تمسون فيه وتصبحون فيه كقوله - يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا - بمعنى فيه (الحي من الميت) الطائر من البيضة، و (الميت من الحي) البيضة من
وروى " إن في الجنة لأشجارا عليها أجراس من فضة، فإذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله ريحا من تحت العرش فتقع في تلك الأشجار فتحرك تلك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدنيا لماتوا طربا " (محضرون) لا يغيبون عنه، ولا يخفف عنهم كقوله - وما هم بخارجين منها - لا يفتر عنهم - لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجى من الوعيد، والمراد بالتسبيح ظاهره الذي تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدد فيها من نعمة الله الظاهرة. وقيل الصلاة. وقيل لابن عباس رضي الله عنهما هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال: نعم، وتلا هذه الآية (تمسون) صلاتا المغرب والعشاء، و (تصبحون) صلاة الفجر (وعشيا) صلاة العصر، و (تظهرون) صلاة الظهر. وقوله - وعشيا - متصل بقوله - حين تمسون - وقوله - وله الحمد في السماوات والأرض - اعتراض بينهما، ومعناه: أن على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه.
فإن قلت: لم ذهب الحسن رحمه الله إلى أن هذه الآية مدنية؟ قلت: لأنه كان يقول فرضت الصلوات الخمس بالمدينة، وكان الواجب بمكة ركعتين. في غير وقت معلوم، والقول الأكثر أن الخمس إنما فرضت بمكة. وعن عائشة رضي الله عنها " فرضت الصلاة ركعتين، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر ". وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل:
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون " الآية، وعنه عليه الصلاة والسلام " من قال حين يصبح: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، إلى قوله: وكذلك تخرجون، أدرك ما فاته في يومه، ومن قالها حين يمسى أدرك ما فاته في ليلته " وفي قراءة عكرمة حينا تمسون وحينا تصبحون، والمعنى: تمسون فيه وتصبحون فيه كقوله - يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا - بمعنى فيه (الحي من الميت) الطائر من البيضة، و (الميت من الحي) البيضة من