الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ١٨٢
وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين. وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون. ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين.
____________________
الأنبياء وقصة موسى عليه السلام، كأنه قال: وما كنت شاهدا لموسى وما جرى عليه ولكنا أوحينا إليك، فذكر سبب الوحي الذي هو إطالة الفترة ودل به على المسبب على عادة الله عز وجل في اختصاراته، فإذا هو الاستدراك شبيه الاستداركين بعده (وما كنت ثاويا) أي مقيما (في أهل مدين) وهم شعيب والمؤمنون به (تتلو عليهم آياتنا) تقرؤها عليهم تعلما منهم، يريد الآيات التي فيها قصة شعيب وقومه. ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها وعلمناكها (إذ نادينا) يريد مناداة موسى عليه السلام ليلة المناجاة وتكليمه: و (لكن) علمناك (رحمة) وقرئ (رحمة بالرفع أي هي رحمة (ما آتاهم من نذير) في زمان الفترة بينك وبين عيسى وهى خمسمائة وخمسون سنة، ونحوه قوله لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم - (لولا) الأولى امتناعية وجوابها محذوف، والثانية تحضيضية، وإحدى الفاءين للعطف والأخرى جواب لولا لكونها في حكم الأمر من قبل أن الأمر باعث على الفعل والباعث والمحضض من
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»