الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
وقال موسى ربى أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون
____________________
بكونه فيهم، ولا يخلو من أن يكونوا كاذبين في ذلك وقد سمعوا وعلموا بنحوه، أو يريدوا أنهم لم يسمعوا بمثله في فظاعته، أو ما كان الكهان يخبرون بظهور موسى ومجيئه بما جاء به، وهذا دليل على أنهم حجوا وبهتوا وما وجدوا ما يدفعون به ما جاءهم من الآيات إلا قولهم هذا سحر وبدعة لم يسمعوا بمثلها، يقول (ربى أعلم) منكم بحال من أهله الله للفلاح الأعظم حيث جعله نبيا وبعثه بالهدى ووعده حسن العقبى: يعنى نفسه، ولو كان كما تزعمون كاذبا ساحرا مفتريا لما أهله لذلك، لأنه غنى حكيم لا يرسل الكاذبين ولا ينبئ الساحرين ولا يفلح عنده الظالمون، و (عاقبة الدار) هي العاقبة المحمودة والدليل عليه قوله تعالى - أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن - وقوله - وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار - والمراد بالدار الدنيا وعاقبتها، وعقباها أن يختم للعبد بالرحمة والرضوان وتلقى الملائكة
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»