____________________
ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون - فنص بقوله بظلم أنه لو أهلكهم وهم مصلحون لكان ذلك ظلما منه، وأن حاله في غناه وحكمته منافية للظلم دل على ذلك بحرف النفي مع لامه كما قال الله تعالى - وما كان الله ليضيع إيمانكم - وأي شئ أصبتموه من أسباب الدنيا فما هو إلا تمتع وزينة أياما قلائل وهى مدة الحياة المتقضية (وما عند الله) وهو ثوابه (خير) في نفسه من ذلك (وأبقى) لأن بقاءه دائم سرمد. وقرئ يعقلون بالياء وهو أبلغ في الموعظة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله خلق الدنيا وجعل أهلها ثلاثة أصناف: المؤمن، والمنافق، والكافر، فالمؤمن يتزود، والمنافق يتزين، والكافر يتمتع. هذه الآية تقرير وإيضاح للتي قبلها. والوعد الحسن الثواب لأنه منافع دائمة على وجه التعظيم والاستحقاق، وأي شئ أحسن منها ولذلك سمى الله الجنة بالحسنى. ولا (لاقيه) كقوله تعالى - ولقاهم نضرة وسرورا - وعكسه - فسوف يلقون غيا - (من المحضرين) من الذين أحضروا النار، ونحوه - لكنت من المحضرين - فكذبوه فإنهم لمحضرون - قيل نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى جهل، وقيل في علي وحمزة وأبى جهل. وقيل في عمار بن ياسر والوليد بن المغيرة. فإن قلت: فسر لي الفاءين وثم وأخبرني عن مواقعها. قلت: قد ذكر في الآية التي قبلها متاع الحياة الدنيا وما عند الله وتفاوتهما ثم عقبه بقوله - أفمن وعدناه - على معنى أبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا، فهذا معنى القاء الأولى وبيان موقعها، وأما الثانية فللتسبيب لأن لقاء الموعود مسبب عن الوعد الذي هو الضمان في الخير، وأما ثم فلتراخي حال الإحضار عن حال التمتيع لا لتراخي وقته عن وقته. وقرئ ثم هو بسكون الهاء كما قيل عضد في عضد تشبيها للمنفصل بالمتصل وسكون الهاء في فهو وهو، ولهو أحسن لأن الحرف الواحد لا ينطق به وحده فهو كالمتصل (شركائي) مبنى على زعمكم، وفيه تهكم. فإن قلت: زعم يطلب مفعولين كقوله * ولم أزعمك عن ذاك معزلا * فأين هما؟ قلت:
محذوفان تقديره: الذين كنتم تزعمونهم شركائي، ويجوز حذف المفعولين في باب ظننت ولا يصح الاقتصار على أحدهما (الذين حق عليهم القول) الشياطين أو أئمة الكفر ورؤوسه، ومعنى حق عليهم القول: وجب عليهم مقتضاه وثبت وهو قوله - لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين - و (هؤلاء) مبتدأ و (الذين أغوينا) صفته والراجع إلى الموصوف محذوف، و (أغويناهم) الخبر. والكاف صفة مصدر محذوف تقديره أغويناهم فغووا غيا
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الله خلق الدنيا وجعل أهلها ثلاثة أصناف: المؤمن، والمنافق، والكافر، فالمؤمن يتزود، والمنافق يتزين، والكافر يتمتع. هذه الآية تقرير وإيضاح للتي قبلها. والوعد الحسن الثواب لأنه منافع دائمة على وجه التعظيم والاستحقاق، وأي شئ أحسن منها ولذلك سمى الله الجنة بالحسنى. ولا (لاقيه) كقوله تعالى - ولقاهم نضرة وسرورا - وعكسه - فسوف يلقون غيا - (من المحضرين) من الذين أحضروا النار، ونحوه - لكنت من المحضرين - فكذبوه فإنهم لمحضرون - قيل نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى جهل، وقيل في علي وحمزة وأبى جهل. وقيل في عمار بن ياسر والوليد بن المغيرة. فإن قلت: فسر لي الفاءين وثم وأخبرني عن مواقعها. قلت: قد ذكر في الآية التي قبلها متاع الحياة الدنيا وما عند الله وتفاوتهما ثم عقبه بقوله - أفمن وعدناه - على معنى أبعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين أبناء الآخرة وأبناء الدنيا، فهذا معنى القاء الأولى وبيان موقعها، وأما الثانية فللتسبيب لأن لقاء الموعود مسبب عن الوعد الذي هو الضمان في الخير، وأما ثم فلتراخي حال الإحضار عن حال التمتيع لا لتراخي وقته عن وقته. وقرئ ثم هو بسكون الهاء كما قيل عضد في عضد تشبيها للمنفصل بالمتصل وسكون الهاء في فهو وهو، ولهو أحسن لأن الحرف الواحد لا ينطق به وحده فهو كالمتصل (شركائي) مبنى على زعمكم، وفيه تهكم. فإن قلت: زعم يطلب مفعولين كقوله * ولم أزعمك عن ذاك معزلا * فأين هما؟ قلت:
محذوفان تقديره: الذين كنتم تزعمونهم شركائي، ويجوز حذف المفعولين في باب ظننت ولا يصح الاقتصار على أحدهما (الذين حق عليهم القول) الشياطين أو أئمة الكفر ورؤوسه، ومعنى حق عليهم القول: وجب عليهم مقتضاه وثبت وهو قوله - لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين - و (هؤلاء) مبتدأ و (الذين أغوينا) صفته والراجع إلى الموصوف محذوف، و (أغويناهم) الخبر. والكاف صفة مصدر محذوف تقديره أغويناهم فغووا غيا