إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين. وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين.
____________________
سورة الشعراء مكية إلا قوله: والشعراء إلى آخر السورة وهي مائتان وسبع وعشرون آية، وفى رواية ست وعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم) (طسم) بتفخيم الألف وإمالتها وإظهار النون وإدغامها (الكتاب المبين) الظاهر إعجازه وصحة أنه من عند الله، والمراد به السورة أو القرآن، والمعنى: آيات هذا المؤلف من الحروف المبسوطة - تلك آيات الكتاب المبين - البخع: أن يبلغ بالذبح، البخاع بالباء وهو عرق مستبطن الفقار وذلك أقصى حد الذابح ولعل للإشفاق يعنى أشفق على نفسك أن تقتلها حسرة على ما فاتك من إسلام قومك (ألا يكونوا مؤمنين) لئلا يؤمنوا ولامتناع إيمانهم أو خيفة أن لا يؤمنوا. وعن قتادة رضي الله عنه: باخع نفسك على الإضافة. أراد آية ملجئة إلى الإيمان قاصرة عليه (فظلت) معطوف على الجزاء الذي هو ننزل لأنه لو قيل أنزلنا لكان صحيحا ونظيره - فأصدق وأكن - كأنه قيل أصدق. وقد قرئ لو شئنا لأنزلنا. وقرئ فتظل أعناقهم. فإن قلت: كيف صح مجئ خاضعين خبرا عن الأعناق؟ قلت: أصل الكلام فظلوا لها خاضعين، فأقحمت الأعناق لبيان موضع الخضوع وترك الكلام على أصله كقوله ذهبت أهل اليمامة، كأن الأهل غير مذكور، أو لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين كقوله تعالى - لي ساجدين - وقيل أعناق الناس: رؤساؤهم ومقدموهم شبهوا بالأعناق كما قيل لهم الرؤوس والنواصي والصدور. وقالل * في محفل من نواصي الناس مشهود * وقيل جماعات الناس، يقال جاءنا عنق من الناس لفوج