____________________
مع السلامة عن كل آفة. اللهم وفقنا لطاعتك واجعلنا مع أهل رحمتك وارزقنا مما ترزقهم في دار رضوانك.
لما وصف عبادة العباد وعدد صالحاتهم وحسناتهم وأثنى عليهم من أجلها ووعدهم الرفع من درجاتهم في الجنة أتبع ذلك بيان أنه إنما اكترث لأولئك وعبأ بهم وأعلى ذكرهم ووعدهم ما وعدهم لأجل عبادتهم، فأمر رسوله أن يصرح للناس ويجزم لهم القول بأن الاكتراث لهم عند ربهم إنما هو للعبادة وحدها لا لمعنى آخر، ولولا عبادتهم لم يكترث لهم البتة ولم يعتد بهم ولم يكونوا عنده شيئا يبالي به، والدعاء: العبادة، وما متضمنة لمعنى الاستفهام وهى في محل النصب وهى عبارة عن المصدر، كأنه قيل: وأي عب ء يعبأ بكم لولا دعاؤكم: يعنى أنكم لا تستأهلون شيئا من العب ء بكم لولا عبادتكم، وحقيقة قولهم ما عبأت به: ما اعتددت به من فوادح همومي ومما يكون عبئا على كما تقول: ما اكترثت له: أي ما اعتددت به من كوارثي ومما يهمني. وقال الزجاج في تأويل ما يعبأ بكم ربى:
أي وزن يكون لكم عنده، ويجوز أن تكون ما نافية (فقد كذبتم) يقول: إذا أعلمتكم أن حكمي أنى لا أعتد بعبادي إلا لعبادتهم فقد خالفتم بتكذيبكم حكمي فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم حتى يكبكم في النار، ونظيره في الكلام أن يقول الملك لمن استعصى عليه: إن من عادتي أن أحسن إلى من يطيعني ويتبع أمري فقد عصيت فسوف ترى ما أحلل بك بسبب عصيانك. وقيل معناه: ما يصنع بكم ربى لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام؟ وقيل ما يصنع بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة؟ فإن قلت: إلى من يتوجه هذا الخطاب؟ قلت: إلى الناس على الإطلاق، ومنهم مؤمنون عابدون ومكذبون عاصون، فخوطبوا بما وجد في جنسهم من العبادة والتكذيب. وقرئ فقد كذب الكافرون. وقيل يكون العذاب لزاما. وعن مجاهد رضي الله عنه: هو القتل يوم بدر وأنه لوزم بين القتلى لزاما.
وقرئ لزاما بالفتح بمعنى اللزوم كالثبات والثبوت، والوجه أن ترك اسم كان غير منطوق به بعد ما علم أنه مما توعد به لأجل الإبهام وتناول ما لا يكتنهه الوصف والله أعلم بالصواب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الفرقان لقى الله يوم القيامة وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيه وأدخل الجنة بغير نصيب ".
لما وصف عبادة العباد وعدد صالحاتهم وحسناتهم وأثنى عليهم من أجلها ووعدهم الرفع من درجاتهم في الجنة أتبع ذلك بيان أنه إنما اكترث لأولئك وعبأ بهم وأعلى ذكرهم ووعدهم ما وعدهم لأجل عبادتهم، فأمر رسوله أن يصرح للناس ويجزم لهم القول بأن الاكتراث لهم عند ربهم إنما هو للعبادة وحدها لا لمعنى آخر، ولولا عبادتهم لم يكترث لهم البتة ولم يعتد بهم ولم يكونوا عنده شيئا يبالي به، والدعاء: العبادة، وما متضمنة لمعنى الاستفهام وهى في محل النصب وهى عبارة عن المصدر، كأنه قيل: وأي عب ء يعبأ بكم لولا دعاؤكم: يعنى أنكم لا تستأهلون شيئا من العب ء بكم لولا عبادتكم، وحقيقة قولهم ما عبأت به: ما اعتددت به من فوادح همومي ومما يكون عبئا على كما تقول: ما اكترثت له: أي ما اعتددت به من كوارثي ومما يهمني. وقال الزجاج في تأويل ما يعبأ بكم ربى:
أي وزن يكون لكم عنده، ويجوز أن تكون ما نافية (فقد كذبتم) يقول: إذا أعلمتكم أن حكمي أنى لا أعتد بعبادي إلا لعبادتهم فقد خالفتم بتكذيبكم حكمي فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم حتى يكبكم في النار، ونظيره في الكلام أن يقول الملك لمن استعصى عليه: إن من عادتي أن أحسن إلى من يطيعني ويتبع أمري فقد عصيت فسوف ترى ما أحلل بك بسبب عصيانك. وقيل معناه: ما يصنع بكم ربى لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام؟ وقيل ما يصنع بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة؟ فإن قلت: إلى من يتوجه هذا الخطاب؟ قلت: إلى الناس على الإطلاق، ومنهم مؤمنون عابدون ومكذبون عاصون، فخوطبوا بما وجد في جنسهم من العبادة والتكذيب. وقرئ فقد كذب الكافرون. وقيل يكون العذاب لزاما. وعن مجاهد رضي الله عنه: هو القتل يوم بدر وأنه لوزم بين القتلى لزاما.
وقرئ لزاما بالفتح بمعنى اللزوم كالثبات والثبوت، والوجه أن ترك اسم كان غير منطوق به بعد ما علم أنه مما توعد به لأجل الإبهام وتناول ما لا يكتنهه الوصف والله أعلم بالصواب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الفرقان لقى الله يوم القيامة وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيه وأدخل الجنة بغير نصيب ".