____________________
أفهامنا وغزارة حفظنا لأيام العرب وقائعها وخطبها وأشعارها وأسجاعها وأمثالها على أنا أميون. وقرئ أن يقولوا أو يقولوا بالياء (فقد جاءكم بينة من ربكم) تبكيت لهم، وهو قراءة من قرأ يقولوا على لفظ الغيبة أحسن لما فيه من الالتفات. والمعنى: إن صدقتكم فيما كنتم تعدون من أنفسكم فقد جاءكم بينة من ربكم، فحذف الشرط وهو من أحاسن الحذوف (فمن أظلم ممن كذب بآيات الله) بعد ما عرف صحتها وصدقها أو تمكن من معرفة ذلك (وصدف عنها) الناس فضل وأضل (سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب) كقوله - الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب - الملائكة: ملائكة الموت أو العذاب (أو يأتي ربك) أو يأتي كل آيات ربك بدليل قوله (أو يأتي بعض آيات ربك) يريد آيات القيامة والهلاك الكلي. وبعض الآيات أشراط الساعة كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك. وعن البراء بن عازب " كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تتذاكرون؟ فقلنا نتذاكر الساعة، قال: إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان ودابة الأرض، وخسفا بالمغرب، وخسفا بالمشرق، وخسفا بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، ونار تخرج من عدن " (لم تكن آمنت من قبل) صفة لقوله نفسا، وقوله (أو كسبت في إيمانها خيرا) عطف على آمنت. والمعنى: أن أشراط الساعة إذا جاءت وهي آيات ملجئة مضطربة ذهب أوان التكليف عندها فلم ينفع الايمان حينئذ نفسا غير مقدمة إيمانها من قبل ظهور الآيات، أو مقدمة الايمان غير كاسبة في إيمانها خيرا. فلم يفرق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الايمان، وبين