____________________
ذلك وهو طبعكم وسحبيتكم. وعن ابن عباس رضي الله عنه: أنه أراد بالإنسان آدم عليه السلام، وأنه حين بلغ الروح صدره ولم يتبالغ فيه أراد أن يقوم. وروى أنه لما دخل الروح في عينه نظر إلى ثمار الجنة، ولما دخل جوفه اشتهى الطعام. وقيل خلقه الله تعالى في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس فأسرع في خلقه قبل مغيبها. وعن ابن عباس رضى الله تعالى في آخر النهار يوم الجمعة قبل غروب الشمس فأسرع في خلقه قبل مغيبها، وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه النضر بن الحرث، والظاهر أن المراد الجنس، وقيل العجل الطين بلغة حمير، وقال شاعرهم: * والنخل ينبت بين الماء والعجل * والله أعلم بصحته فإن قلت: لم نهاهم عن الاستعجال مع قولهم - خلق الإنسان من عجل - وقوله - وكان الإنسان عجولا - أليس هذا من تكليف مالا يطاق؟ قلت: هذا كما رب فيه الشهوة وأمره أن يغلبها لأنه أعطاه القدرة التي يستطيع بها قمع الشهوة وترك العجلة. وقرئ خلق الإنسان. جواب لو محذوف وحين مفعول به ليعلم: أي لو يعلمون الوقت الذي يستعلمون عنه بقولهم - متى هذا الوعد - وهو وقت صعب شديد تحيط بهم فيه النار من وراء وقدام فلا يقدرون على دفعها ومنعها من أنفسهم ولا يجدون ناصرا ينصرهم لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال، ولكن جهلهم به هو الذي هو أنه عندهم. ويجوز أن يكون (يعلم) متروكا بلا تعدية، بمعنى: لو كان معهم علم ولم يكونوا جاهلين لما كانوا مستعجلين (وحين) منصوب بمضمر: أي حين (لا يكفون عن وجوههم النار) يعلمون أنهم كانوا على الباطل وينتفى عنهم هذا الجهل العظيم: أي لا يكفونها بل تفجؤهم فتغلبهم. يقال للمغلوب في الحاجة مبهوت ومنه - فبهت الذي كفر - أي غلب إبراهيم عليه السلام الكافر. وقرأ الأعمش يأتيهم فيبهتهم على التذكير والضمير للوعد أو للحين، فإن قلت: فإلام يرجع الضمير المؤنث في هذه القراءة؟ قلت: إلى النار أو إلى الوعد لأنه في معنى النار وهى التي وعدوها، أو على تأويل العدة أو الموعدة، أو إلى الحين لأنه في معنى الساعة، أو إلى البغتة. وقيل في القراءة الأولى الضمير للساعة. وقرأ الأعمش بغتة بفتح الغين (ولا هم ينظرون) تذكير بإنظاره إياهم وإمهاله وتفسيح وقت التذكر عليهم: أي لا يمهلون بعد طول الإمهال. سلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استهزائهم به بأن له في الأنبياء عليهم السلام أسوة، وأن ما يفعلونه به يحيق بهم كما حاق بالمستهزئين بالأنبياء عليهم السلام ما فعلوا (من الرحمن) أي من بأسه وعذابه (بل هم) معرضون عن ذكره ولا يخطرونه ببالهم فضلا عن أن يخافوا بأسه، حتى إذا رزقوا الكلاءة منه عرفوا من الكالئ وصلحوا للسؤال عنه، والمراد أنه أمر رسوله عليه الصلاة والسلام بسؤالهم عن الكالئ ثم بين أنهم لا يصلحون لذلك لإعراضهم عن ذكر من يكلؤهم، ثم أضرب عن ذلك بما في أم من معنى بل، وقال (أم لهم آلهة تمنعهم) من العذاب تتجاوز منعنا وحفظنا. ثم