ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا. عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا. إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا.
____________________
(وكان وعدا مفعولا) يعني وكان وعد العقاب وعدا لا بد أن يفعل (ثم رددنا لكم الكرة) أي الدولة والغلبة على الذين بعثوا عليكم حين تبتم ورجعتم عن الفساد والعلو. قيل هي قتل بختنصر واستنقاذ بني إسرائيل أسراهم وأموالهم ورجوع الملك إليهم، وقيل هي قتل داود جالوت (أكثر نفيرا) مما كنتم، والنفير من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل جمع نفر كالعبيد والمعين: أي الإحسان والإساءة كلاهما مختص بأنفسكم لا يتعدى النفع والضرر إلى غيركم.
وعن علي رضي الله عنه: ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه وتلاها (فإذا وعد) المرة (الآخرة) بعثناهم (ليسوءوا وجوهكم) حذف لدلالة ذكره أولا عليه، ومعنى ليسوءوا وجوهكم: ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها كقوله - سيئت وجوه الذين كفروا - وقرئ ليسوءوا والضمير لله تعالى أو للوعد أو للبعث ولنسوء بالنون. وفي قراءة علي لنسوأن وليسوأن. وقرئ لنسوأن بالنون الخفيفة. واللام في (ليدخلوا) على هذا متعلق بمحذوف وهو بعثناهم ليدخلوا، ولنسوأن جواب إذا جاء (ما علوا) مفعول ليتبروا: أي ليهلكوا كل شئ غلبوه واستولوا عليه، أو بمعنى مدة علوهم (عسى ربكم أن يرحمكم) بعد المرة الثانية إن تبتم توبة أخرى وانزجرتم عن المعاصي (وإن عدتم) مرة ثالثة (عدنا) إلى عقوبتكم وقد أعادوا فأعاد الله إليهم النقمة بتسليط الأكاسرة وضرب الإتاوة عليهم. وعن الحسن: عادوا فبعث الله محمدا فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. وعن قتادة: ثم كان آخر ذلك أن بعث الله عليهم هذا الحي من العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة (حصيرا) محبسا يقال للسجن محصر وحصير، وعن الحسن بساطا كما يبسط الحصير المرمول (للتي هي أقوم) للحالة التي هي أقوم الحالات وأسدها أو للملة أو للطريقة، وأينما قدرت لم تجد مع الإثبات ذوق البلاغة الذي تجده مع الحذف لما في إبهام الموصوف بحذفه من فخامة تفقد مع إيضاحه. وقرئ ويبشر بالتخفيف. فإن قلت: كيف ذكر المؤمنين الأبرار والكفار ولم يذكر الفسقة؟ قلت: كان الناس حينئذ إما مؤمن تقي وإما مشرك، وإنما حدث أصحاب
وعن علي رضي الله عنه: ما أحسنت إلى أحد ولا أسأت إليه وتلاها (فإذا وعد) المرة (الآخرة) بعثناهم (ليسوءوا وجوهكم) حذف لدلالة ذكره أولا عليه، ومعنى ليسوءوا وجوهكم: ليجعلوها بادية آثار المساءة والكآبة فيها كقوله - سيئت وجوه الذين كفروا - وقرئ ليسوءوا والضمير لله تعالى أو للوعد أو للبعث ولنسوء بالنون. وفي قراءة علي لنسوأن وليسوأن. وقرئ لنسوأن بالنون الخفيفة. واللام في (ليدخلوا) على هذا متعلق بمحذوف وهو بعثناهم ليدخلوا، ولنسوأن جواب إذا جاء (ما علوا) مفعول ليتبروا: أي ليهلكوا كل شئ غلبوه واستولوا عليه، أو بمعنى مدة علوهم (عسى ربكم أن يرحمكم) بعد المرة الثانية إن تبتم توبة أخرى وانزجرتم عن المعاصي (وإن عدتم) مرة ثالثة (عدنا) إلى عقوبتكم وقد أعادوا فأعاد الله إليهم النقمة بتسليط الأكاسرة وضرب الإتاوة عليهم. وعن الحسن: عادوا فبعث الله محمدا فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون. وعن قتادة: ثم كان آخر ذلك أن بعث الله عليهم هذا الحي من العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة (حصيرا) محبسا يقال للسجن محصر وحصير، وعن الحسن بساطا كما يبسط الحصير المرمول (للتي هي أقوم) للحالة التي هي أقوم الحالات وأسدها أو للملة أو للطريقة، وأينما قدرت لم تجد مع الإثبات ذوق البلاغة الذي تجده مع الحذف لما في إبهام الموصوف بحذفه من فخامة تفقد مع إيضاحه. وقرئ ويبشر بالتخفيف. فإن قلت: كيف ذكر المؤمنين الأبرار والكفار ولم يذكر الفسقة؟ قلت: كان الناس حينئذ إما مؤمن تقي وإما مشرك، وإنما حدث أصحاب