إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين. وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
____________________
المجبرة بعينه (كذلك فعل الذين من قبلهم) أي أشركوا وحرموا حلال الله، فلما نبهوا على قبح فعلهم وركوه على ربهم (فهل على الرسل) إلا أن يبلغوا الحق، وأن الله لا يشاء الشرك والمعاصي بالبيان والبرهان ويطلعوا على بطلان الشرك وقبحه وبراءة الله تعالى من أفعال العباد وأنهم فاعلوها بقصدهم وإرادتهم واختيارهم، والله تعالى باعثهم على جميلها وموقفهم له وزاجرهم عن قبيحها وموعدهم عليه. ولقد أمد إبطال قدر السوء ومشيئة الشر بأنه ما من أمة إلا وقد بعث فيهم رسولا يأمرهم بالخير الذي هو الإيمان وعبادة الله وباجتناب الشر الذي هو طاعة الطاغوت (فمنهم من هدى الله) أي لطف به لأنه عرفه من أهل اللطف (ومنهم من حقت عليه الضلالة) أي ثبت عليه الخذلان والترك من اللطف لأنه عرفه مصمما على الكفر لا يأتي منه خير (فسيروا في الأرض فانظروا) ما فعلت بالمكذبين حتى لا يبقى لكم شبهة في أني لا أقدر الشر ولا أشاؤه حيث أفعل ما أفعل بالأشرار، ثم ذكر عناد قريش وحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على إيمانهم وعرفه أنهم من قسم من حقت عليه الضلالة، وأنه (لا يهدي من يضل) أي لا يلطف بمن يخذل لأنه عبث، والله تعالى متعال عن العبث لأنه من قبيل القبائح التي لا تجوز عليه.
وقرئ لا يهدى: أي لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله. وقوله (وما لهم من ناصرين) دليل على أن المراد بالإضلال الخذلان الذي هو نقيض النصرة، ويجوز أن يكون لا يهدى بمعنى لا يهتدي، يقال: هداه الله فهدى.
وفي قراءة أبي فإن الله لا هادي لمن يضل ولمن أضل، وهي معاضدة لمن قرأ لا يهدى على البناء للمفعول. وفي قراءة عبد الله يهدي بإدغام تاء يهتدي وهي معاضدة للأولى. وقرئ يضل بالفتح. وقرأ النخعي إن تحرص بفتح الراء وهي لغية (وأقسموا بالله) معطوف على - وقال الذين أشركوا - إيذانا بأنهما كفرتان عظيمتان موصوفتان حقيقتان بأن تحكيا وتدونا توريك ذنوبهم على مشيئة الله وإنكارهم البعث مقسمين عليه، و (بلى) إثبات لما بعد النفي: أي بلى يبعثهم. ووعد الله مصدر مؤكد لما دل عليه بلى لأن يبعث موعد من الله، وبين أن الوفاء بهذا الموعد حق واجب عليه في الحكمة (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أنهم يبعثون، أو أنه وعد واجب على الله
وقرئ لا يهدى: أي لا تقدر أنت ولا أحد على هدايته وقد خذله الله. وقوله (وما لهم من ناصرين) دليل على أن المراد بالإضلال الخذلان الذي هو نقيض النصرة، ويجوز أن يكون لا يهدى بمعنى لا يهتدي، يقال: هداه الله فهدى.
وفي قراءة أبي فإن الله لا هادي لمن يضل ولمن أضل، وهي معاضدة لمن قرأ لا يهدى على البناء للمفعول. وفي قراءة عبد الله يهدي بإدغام تاء يهتدي وهي معاضدة للأولى. وقرئ يضل بالفتح. وقرأ النخعي إن تحرص بفتح الراء وهي لغية (وأقسموا بالله) معطوف على - وقال الذين أشركوا - إيذانا بأنهما كفرتان عظيمتان موصوفتان حقيقتان بأن تحكيا وتدونا توريك ذنوبهم على مشيئة الله وإنكارهم البعث مقسمين عليه، و (بلى) إثبات لما بعد النفي: أي بلى يبعثهم. ووعد الله مصدر مؤكد لما دل عليه بلى لأن يبعث موعد من الله، وبين أن الوفاء بهذا الموعد حق واجب عليه في الحكمة (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أنهم يبعثون، أو أنه وعد واجب على الله