الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٣١٥
قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم. يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين.
____________________
طمعها في يوسف (من كيدكن) الخطاب لها ولأمتها. وإنما استعظم كيد النساء لأنه وإن كان في الرجال إلا أن النساء ألطف كيدا وأنفذ حيلة، ولهن في ذلك نيقة ورفق وبذلك يغلبن الرجال، ومنه قوله تعالى - ومن شر النفاثات في العقد - والقصريات من بينهن معهن ما ليس مع غيرهن من البوائق. وعن بعض العلماء: أنا أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان، لأن الله تعالى يقول - إن كيد الشيطان كان ضعيفا - وقال للنساء - إن كيدكن عظيم - (يوسف) حذف منه حرف النداء لأنه منادى قريب مفاطن للحديث، وفيه تقريب له وتلطيف لمحله (أعرض عن هذا) الأمر واكتمه ولا تحدث به (واستغفري) أنت (لذنبك إنك كنت من الخاطئين) من جملة
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»