الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٣١٤
قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قد من دبر
____________________
يوسف، وصاحب جريج، وعيسى). فإن قلت: لم سمى قوله شهادة وما هو بلفظ الشهادة؟ قلت: لما أدى مؤدى الشهادة في أن ثبت به قول يوسف وبطل قولها سمى شهادة. فإن قلت. الجملة الشرطية كيف جازت حكايتها بعد فعل الشهادة؟ قلت: لأنها قول من القول أو على إرادة القول كأنه قيل: وشهد شاهد فقال: إن كان قميصه. فإن قلت: إن دل قد قميصه من دبر على أنها كاذبة، وأنها هي التي تبعته واجتبذت ثوبه إليها فقدته، فمن أين دل قده من قبل على أنها صادقة وأنه كان تابعها؟ قلت: من وجهين: أحدهما أنه إذا كان تابعها وهى دافعته عن نفسها قدت قميصه من قدامه بالدفع. والثاني أن يسرع خلفها ليلحقها فيتعثر في مقادم قميصه فيشقه. وقرئ: من قبل ومن دبر بالضم على مذهب الغايات. والمعنى: من قبل القميص ومن دبره. وأما التنكير فمعناه: من جهة يقال لها قبل ومن جهة يقال لها دبر. وعن ابن أبي إسحاق أنه قرأ من قبل ومن دبر بالفتح كأنه جعلهما علمين للجهتين فمنعهما الصرف للعلمية والتأنيث، وقرئا بسكون العين. فإن قلت: كيف جاز الجمع بين إن الذي هو للاستقبال وبين كان؟ قلت لأن المعنى إنه يعلم إن كان قميصه قد ونحوه قولك: إن أحسنت إلى فقد أحسنت إليك من قبل لمن يمتن عليك بإحسانه تريد إن تمتن على أمتن عليك (فلما رأى) يعنى قطفير وعلم براءة يوسف وصدقه وكذبها (قال إنه) إن قولك (ما جزاء من أراد بأهلك سوءا) أو إن هذا الأمر وهو
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»