____________________
(قوم هود) عطف بيان لعاد. فإن قلت: ما الفائدة في هذا البيان والبيان حاصل بدونه؟ قلت: الفائدة فيه أن يوسموا بهذه الدعوة وسما وتجعل فيهم أمرا محققا لا شبهة فيه بوجه من الوجوه، ولأن عادا عادان: الأولى القديمة التي هي قوم هود والقصة فيهم، والأخرى إرم (هو أنشأكم من الأرض) لم ينشئكم منها إلا هو ولم يستعمركم فيها غيره، وإنشاؤهم منها خلق آدم من التراب (واستعمركم فيها) وآمركم بالعمارة، والعمارة متنوعة إلى واجب وندب ومباح ومكروه، وكان ملوك فارس قد أكثروا من حفر الأنهار وغرس الأشجار وعمروا الأعمار والطوال مع ما كان فيهم من عسف الرعايا، فسأل نبي من أنبياء زمانهم ربه عن سبب تعميرهم، فأوحى إليه أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي. وعن معاوية بن أبي سفيان أنه أخذ في إحياء الأرض في آخر أمره فقيل له، فقال:
ما حملني عليه إلا قول القائل:
ليس الفتى بفتى لا يستضاء به * ولا تكون له في الأرض آثار وقيل استعمركم من العمر نحو استبقاكم من البقاء، وقد جعل من العمرى، وفيه وجهان: أحدهما أن يكون استعمر في معنى أعمر كقولك استهلكه في معنى أهلكه، ومعناه: أعمركم فيها دياركم ثم هو وارثها منكم عند انقضاء أعماركم، والثاني أن يكون بمعنى جعلكم معمرين دياركم فيها، لأن الرجل إذا ورث داره من بعده فكأنما أعمره إياها، لأنه يسكنها عمره ثم يتركها لغيره (قريب) دانى الرحمة يسهل المطلب (مجيب) لمن دعاه وسأله (فينا) فيما بيننا (مرجوا) كانت تلوح فيك مخايل الخير وأمارات الرشد، فكنا نرجوك لننتفع بك وتكون مشاورا في الأمور ومسترشدا في التدابير، فلما نطقت بهذا القول انقطع رجاؤنا عنك وعلمنا أن لا خير فيك، وعن ابن عباس:
فاضلا خيرا نقدمك على جميعنا، وقيل كنا نرجوا أن تدخل في ديننا وتوافقنا على ما نحن عليه (يعبد آباؤنا) حكاية حال ماضية (مريب) من أرابه إذا أوقعه في الريبة وهى قلق النفس وانتفاء الطمأنينة باليقين، أو من أراب الرجل إذا كان ذا ريبة على الإسناد المجازى، قيل (إن كنت على بينة من ربى) بحرف الشك وكان على يقين أنه على بينة
ما حملني عليه إلا قول القائل:
ليس الفتى بفتى لا يستضاء به * ولا تكون له في الأرض آثار وقيل استعمركم من العمر نحو استبقاكم من البقاء، وقد جعل من العمرى، وفيه وجهان: أحدهما أن يكون استعمر في معنى أعمر كقولك استهلكه في معنى أهلكه، ومعناه: أعمركم فيها دياركم ثم هو وارثها منكم عند انقضاء أعماركم، والثاني أن يكون بمعنى جعلكم معمرين دياركم فيها، لأن الرجل إذا ورث داره من بعده فكأنما أعمره إياها، لأنه يسكنها عمره ثم يتركها لغيره (قريب) دانى الرحمة يسهل المطلب (مجيب) لمن دعاه وسأله (فينا) فيما بيننا (مرجوا) كانت تلوح فيك مخايل الخير وأمارات الرشد، فكنا نرجوك لننتفع بك وتكون مشاورا في الأمور ومسترشدا في التدابير، فلما نطقت بهذا القول انقطع رجاؤنا عنك وعلمنا أن لا خير فيك، وعن ابن عباس:
فاضلا خيرا نقدمك على جميعنا، وقيل كنا نرجوا أن تدخل في ديننا وتوافقنا على ما نحن عليه (يعبد آباؤنا) حكاية حال ماضية (مريب) من أرابه إذا أوقعه في الريبة وهى قلق النفس وانتفاء الطمأنينة باليقين، أو من أراب الرجل إذا كان ذا ريبة على الإسناد المجازى، قيل (إن كنت على بينة من ربى) بحرف الشك وكان على يقين أنه على بينة