____________________
حالي على خلاف ما هي عليه من استكثار الخير واستغزار المنافع واجتناب السوء والمضار حتى لا يمسني شئ منها، ولم أكن غالبا مرة ومغلوبا أخرى في الحروب ورابحا وخاسرا في التجارات، ومصيبا ومخطئا في التدابير (إن أنا إلا) عبد أرسلت نذيرا وبشيرا وما من شأني أني أعلم الغيب (لقوم يؤمنون) يجوز أن يتعلق بالنذير والبشير جميعا، لأن النذارة والبشارة إنما تنفعان فيهم، أو يتعلق بالبشير وحده ويكون المتعلق بالنذير محذوفا: أي إلا نذير للكافرين وبشير لقوم يؤمنون (من نفس واحدة) وهي نفس آدم عليه السلام (وجعل منها زوجها) وهي حواء خلقها من جسد آدم من ضلع من أضلاعه أو من جنسها كقوله - جعل لكم من أنفسكم أزواجا - (ليسكن إليها) ليطمئن إليها ويميل ولا ينفر، لأن الجنس إلى الجنس أميل وبه آنس، وإذا كانت بعضا منه كان السكون والمحبة أبلغ كما يسكن الإنسان إلى ولده ويحبه محبة نفسه لكونه بضعة منه، وقال: ليسكن فذكر بعد ما أنث في قوله - واحدة - منها زوجها - ذهابا إلى معنى النفس ليبين أن المراد بها آدم، ولأن الذكر هو الذي يسكن إلى الأنثى ويتغشاها، فكان التذكير أحسن طباقا للمعنى. والتغشي كناية عن الجماع وكذلك الغشيان والإتيان (حملت حملا خفيفا) خف عليها ولم تلق منه ما يلقى بعض الحبالى من حملهن من الكرب والأذى ولم تستثقله كما يستثقلنه، وقد تسمع بعضهن تقول في ولدها: ما كان أخفه على كبدي حين حملته (فمرت به) فمضت به إلى وقت ميلاده من غير إخداج ولا إذلاق. وقيل حملت حملا خفيفا يعني النطفة فمرت به فقامت به وقعدت. وقرأ ابن عباس رضي الله عنه فاستمرت به. وقرأ يحيى بن يعمر فمرت به بالتخفيف، وقرأ غيره فمارت به من المرية كقوله - أفتمارونه - و- أفتمرونه - ومعناه: فوقع في نفسها ظن الحمل فارتابت به (فلما أثقلت) حان وقت ثقل حملها كقولك أقربت. وقرئ أثقلت على البناء للمفعول: أي أثقلها الحمل (دعوا الله ربهما) دعا آدم وحواء ربهما ومالك أمرهما الذي هو