الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
فهم لا يرجعون
____________________
ومعنى (لا يرجعون) أنهم لا يعودون إلى الهدى بعد أن باعوه، أو عن الضلالة بعد أن اشتروها، تسجيلا عليهم بالطبع، أو أراد أنهم بمنزلة المتحيرين الذين بقوا جامدين في مكانهم لا يبرحون ولا يدرون أيتقدمون أم يتأخرون؟
وكيف يرجعون إلى حيث ابتدءوا منه. ثم ثنى الله سبحانه في شأنهم بتمثيل اخر ليكون كشفا لحالهم بعد كشف وإيضاحا غب إيضاح، وكما يجب على البليغ في مظان الإجمال والإيجاز أن يجمل ويوجز، فكذلك الواجب عليه في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع، أنشد الجاحظ:
ترمون بالحطب الطوال وتارة * وحى الملاحظ خيفة الرقباء
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 194 198 200 203 207 209 214 215 216 217 ... » »»