الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٢٠٣
صم بكم عمي
____________________
التي ترمى بهم إلى ظلمة سخط الله، وظلمة العقاب السرمدي، ويجوز أن يشبه بذهاب الله بنور المستوقد اطلاع الله على أسرارهم وما افتضحوا به بين المؤمنين واسموا به من سمة النفاق. والأوجه أن يراد الطبع لقوله (صم بكم عمى) وفى الآية تفسير اخر وهو أنهم لما وصفوا بأنهم اشتروا الضلالة بالهدى عقب ذلك بهذا التمثيل ليمثل هداهم الذي باعوه بالنار المضيئة ما حول المستوقد والضلالة التي اشتروها، وطبع بها على قلوبهم بذهاب الله بنورهم وتركه إياهم في الظلمات، وتنكير النار للتعظيم. كانت حواسهم سليمة، ولكن لما سدوا عن الإصاخة إلى الحق مسامعهم وأبوا أن ينطقوا به ألسنتهم وأن ينظروا ويتبصروا بعيونهم، جعلو كأنما إيفت مشاعرهم وانتقضت بناها
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 194 198 200 203 207 209 214 215 216 ... » »»